«مرتزقة» : أبوظبي تُجنّد شبابًا صوماليين للقتال في السودان!

تغطية – شبكة – الخبر كشف الخبير الصومالي البارز عبدالعزيز فرح سعيد عن معلومات صادمة تلقاها من أسر في مدينة بوصاصو الساحلية، تفيد بأن عددًا من الشباب الصوماليين الذين فُقد أثرهم مؤخرًا، والذين اعتقدت عائلاتهم أنهم هاجروا بطرق غير نظامية إلى الخارج، قد تواصلوا معهم أخيرًا، ليخبروهم بحقيقة صادمة: لقد تم نقلهم إلى السودان، حيث انضموا إلى صفوف ميليشيا “الدعم السريع”، والتي يصفها مراقبون بأنها الذراع الإرهابي لأبوظبي في المنطقة.

وبحسب إفادات الشباب لعائلاتهم، فإنهم تلقّوا وعودًا برواتب شهرية تصل إلى 500 دولار، الأمر الذي دفعهم للانخراط في هذا المسار، دون علمهم المسبق بطبيعة الجهة التي تستقطبهم أو ساحة القتال التي سيُزجّون فيها. وقد علّق أحدهم بالقول: “ذهبنا لأننا وجدنا عملًا، ولم نكن نعلم أننا نُرسل إلى حرب”.

بوصاصو.. بوابة الظلال

تقع مدينة بوصاصو في إقليم بونتلاند شبه المستقل، وتخضع لنفوذ مباشر وغير معلن من السلطات الإماراتية، حيث أقامت الأخيرة قواعد لوجستية عسكرية، تقول تقارير استخباراتية إنها تُستخدم لتهريب المرتزقة ونقل العتاد إلى مناطق النزاع في إفريقيا، وعلى رأسها السودان. ويُرجّح أن تكون ذات القواعد قد استُخدمت لإقلاع الطائرات المسيّرة التي استهدفت منشآت مدنية في ولايتي البحر الأحمر وكسلا السودانية خلال الشهور الماضية.

من “بلاك شيلد” إلى “بلاك بووصاصو”

هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها. فقد فجّرت قضية “بلاك شيلد” عام 2020 جدلًا واسعًا عندما تم كشف تورّط الإمارات في تجنيد مئات الشباب السودانيين تحت غطاء عقود أمنية، ليُكتشف لاحقًا أنهم نُقلوا قسرًا إلى ليبيا للقتال ضمن قوات حفتر. واليوم، تتكرر القصة مع شباب صوماليين، ضحايا الفقر والبطالة، الذين يُغرى بعضهم بعقود مزيفة وأجور واعدة، ليجدوا أنفسهم في أتون صراع دموي لا شأن لهم به.

صمت دولي مريب

ورغم خطورة المعلومات التي كشفها الخبير الصومالي، والتقاطع الواضح مع انتهاكات سابقة، إلا أن المجتمع الدولي لا يزال يلتزم الصمت، وسط تجاهل أممي متزايد لتورّط قوى إقليمية في إذكاء الصراع السوداني. ويُعدّ تجنيد هؤلاء الشباب بمثابة انتهاك صارخ للقانون الدولي، يدخل ضمن تصنيف “الاتجار بالبشر والتجنيد القسري”، وهو ما يستوجب تحقيقًا عاجلًا من قبل المنظمات المعنية بحقوق الإنسان.

حرب بالوكالة أم استعمار مستتر؟

في ظل الانهيار السياسي والأمني الذي تعيشه دول مثل السودان والصومال، تتحول الساحة إلى مرتعٍ لصراعات إقليمية تُدار عبر مرتزقة ووكلاء محليين، ويُستغل فيها الشباب العاطل عن العمل كأدوات رخيصة في لعبة جيوسياسية معقدة. وما لم يتحرك المجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات، فإن الحرب في السودان لن تبقى حربًا داخلية، بل ستتحول إلى نزيف مفتوح في جسد القرن الإفريقي بأكمله.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *