عثمان ميرغني يكتب : السيطرة على الاعلام..

.حديث المدينة السبت 10 مايو 2025
الأداء الإعلامي للدولة خاصة في فترة الأزمات يقاس بمؤشرات “السيطرة” على النطاق الأثيري .. و للذين قد يبدو لهم هذا المصطلح غريبا فهو أشبه بما نسميه في اتصالات الكمبيوتر بـ “عرض النطاق ” Band width.
لنفترض أن النطاق الاثيري محسوب بالنسبة المئوية.. فالحد الأقصى هو 100% .
“السيطرة” على الاعلام لا يقصد بها التسلط على وسائط الاعلام كما قد يتبادر لأذهان البعض.. بل القدرة على ادارة الرسائل الاعلامية التي تملأ الفضاء الاعلامي بمختلف درجته وأنواعه.
يقول الشاعر والفنان الأمريكي جيم موريسون 🙁 من يسيطر على الاعلام.. يسيطر على العقول). والسيطرة على العقول تعني القدرة على ادارة الأجندة بأفضل وجه مطلوب.
معدلات “السيطرة” على الاعلام تحسب بصورة دورية يومية-اسبوعية-شهرية.. أو بحسب عمر الأزمة..
وفي ظل الأوضاع الحرجة التي يمر بها السودان فإن الاعلام يلعب دورا لا يقل عن الأدوار العسكرية التي تتطلب التخطيط والعمل المدروس والذي يستهدف تحقيق أفضل النتائج و الوصول للأهداف بأقل الطرق تكلفة و أسرعها.
فتتحتم الإجابة على السؤال؛ كيف تتحقق “السيطرة” على الاعلام؟
و أكرر؛ السيطرة على الاعلام .. لا على وسائط الإعلام.
يجب عدم الخلط بين “الاعلام” و “وسائط الاعلام”.
الإعلام يصنعه فعل له صدى اعلامي.
وسائط الاعلام .. تنقل الصدى الإعلامي.
الإعلام صناعة مخطط لها و مدروسة.. تعكف عليها عقول خبيرة .. وتصنع “مولدات” المواد الإعلامية.. والمقصود بمولدات المواد الإعلامية.. الأحداث و الأفعال و الأقوال والحركة والسكون الذي يؤدي لتوليد رسائل إعلامية جاذبة لانتباه وسائط الاعلام المؤسسية و الجماهيرية.
لتوضيح الفكرة سأضرب مثالا عمليا لتوزيع النطاق الاثيري السوداني بالانشغالات الإعلامية.
لنأخذ مثالا أمس الجمعة 9 مايو 2025..
توزع النطاق الاثيري بنسب تقديرية كالتالي:
30% هجوم المسيرات على بورتسودان.
10% هجوم المسيرات على مدن أخرى.
10% احداث متنوعة مثل حريق سوق البصل في سوق الدبة.
50% “برومو ” حوار نانسي عجاج.
من نظرة سريعة يبدو واضحا أن لا شيء مصنوع سوى الأخير..
هنا تفتقد “السيطرة” على الاعلام.. ويظل صنيعة محاسن أو مكاره الصدف.. حسب ما سارت الرياح.
صناعة “السيطرة” على الاعلام تتطلب عقولا خبيرة قادرة على التخطيط المسبق بما يتلائم مع الظرف ويحقق الأهداف المنشودة.
سأوضح ذلك بمثال عملي .. لاحقا..


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *