دولية ـ شبكة_الخبر – في تطوّر دراماتيكي يعكس تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، وافق البرلمان الإيراني، الأحد، على مشروع قرار يقضي بإغلاق مضيق هرمز، الشريان الحيوي الذي يمر عبره أكثر من 20 مليون برميل من النفط يومياً. القرار، رغم أنه لا يزال مرهوناً بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي، يشير إلى أن طهران قد تدفع بورقة المضيق إلى قلب الصراع المشتعل بعد الضربات الأمريكية على منشآتها النووية.
إشارات الحرب وأصابع النفط
الوزير الإيراني، في زيارة رسمية إلى تركيا، لمّح إلى أن “مجموعة متنوعة من الخيارات” مطروحة أمام طهران، في ما بدا أنه تلميح مباشر إلى سلاح المضيق. هذا التطور جاء في أعقاب الضربات التي نفذتها واشنطن على منشآت نووية إيرانية، عقب الهجوم الإسرائيلي الذي أشعل فتيل مواجهة إقليمية قابلة للاشتعال.
أزمة عالمية تلوح في الأفق
مضيق هرمز، الذي يبلغ عرضه في أضيق نقطة نحو 32 كيلومتراً، لا يمر من خلاله النفط فحسب، بل يمر من خلاله استقرار الاقتصاد العالمي. فربع تجارة النفط العالمية تعتمد عليه، كما أن دولًا كقطر، إحدى أكبر مصدّري الغاز المسال، تستخدمه كمنفذ رئيسي للصادرات.
الخبير النفطي جوليان لي حذّر في تصريح لـ”بلومبيرغ” من أن تعطيل الملاحة في المضيق قد يؤدي إلى “ارتفاع هائل وسريع في أسعار النفط، وزعزعة استقرار الاقتصاد العالمي”.
قلق في الممرات البحرية
رغم مرور 11 يوماً على التصعيد، لم تُسجّل هجمات في المضيق، لكن القلق انتشر كالنار في الهشيم بين ملاك السفن وشركات الشحن. حيث ذكرت “أسوشيتد برس” أن بعض السفن شدّدت إجراءاتها الأمنية، بينما ألغت أخرى رحلاتها عبر المنطقة.
التشويش الإلكتروني على أنظمة الملاحة البحرية ارتفع، بحسب مصادر بحرية نقلتها “رويترز”، ما ينذر بتحول الوضع من توتر صامت إلى أزمة مفتوحة.
الأسواق تحت الضغط.. والشحن يقفز
في ظل حالة الترقب والتوتر، ارتفعت تكاليف الشحن البحري للنفط بنسبة وصلت إلى 40% نحو شرق أفريقيا، و20% إلى شرق آسيا، بحسب بيانات بورصة البلطيق. هذا الارتفاع يعكس الخوف من توقف الإمدادات في حال إغلاق المضيق، وهو ما سيكون له تأثير مباشر على آسيا وأوروبا، المستوردين الكبار للطاقة.
إيران ومأزق القرار
لكن المفارقة أن طهران نفسها تعتمد على المضيق لتصدير نفطها، خصوصاً إلى الصين، ما يجعل من قرار الإغلاق سلاحًا ذا حدين. محللو “جي بي مورغان” شددوا على أن “إغلاق مضيق هرمز سيكون له أثر عكسي على اقتصاد إيران نفسه، وربما يعقّد علاقتها بعملائها الأساسيين”.
مضيق هرمز.. اختبار للنظام العالمي
البروفيسور جيسون بوردوف من جامعة كولومبيا قالها بوضوح: “إن هشاشة النظام العالمي تتجمع في هذا المضيق”. فإغلاقه لا يعني فقط أزمة طاقة، بل ارتدادات ستطال قطاع التأمين، والملاحة، والقانون البحري، واستقرار الأسواق العالمية.
الخلاصة:
مضيق هرمز بات الآن أكثر من مجرد ممر مائي؛ إنه ورقة ضغط استراتيجية، ومؤشر يقيس نبض العالم بأكمله. ومع دخول الولايات المتحدة بقوة على خط المواجهة، فإن المنطقة تقف عند عتبة تحوّل تاريخي.
هل ستُقفل بوابة الخليج؟
أم يبقى الأمل مفتوحًا في أن تنتصر الدبلوماسية قبل أن يغرق النفط والاقتصاد في دوامة المواجهة الكبرى؟
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.