القضارف ـشبكة_الخبر ـ فجّر مدير شرطة ولاية القضارف، اللواء عصام الدين محجوب، موجة من الجدل والقلق في الشارع السوداني، بعدما كشف أن أكثر من 80% من شباب الولاية يتعاطون أنواعًا مختلفة من المخدرات، على رأسها “الآيس”، “الشاشمندي” و”البنقو”، محذرًا من أن القضارف أصبحت من أكثر ولايات السودان تضررًا من هذه الظاهرة التي وصفها بـ”القنبلة الموقوتة”.
وقال اللواء عصام، في تصريحات نقلتها القضارف نيوز، إن الشرطة ترصد يوميًا ازديادًا ملحوظًا في أعداد المتورطين من فئة الشباب، مع تنامي أنشطة التهريب والترويج داخل الأحياء، بل وحتى قرب المؤسسات التعليمية. وأضاف أن التحدي الأكبر يكمن في طبيعة هذه المخدرات “الفتاكة”، والتي تؤدي إلى تلف الجهاز العصبي، العنف، والاضطرابات النفسية الحادة.
غضب شعبي وتساؤلات حرجة
قوبلت هذه التصريحات بردود فعل غاضبة من المواطنين والناشطين في الولاية، إذ اعتبر كثيرون أن الإعلان عن هذه النسبة العالية دون خطة طوارئ واضحة يشكل “اعترافًا بالعجز”، وقد يؤدي إلى مزيد من فقدان الثقة في السلطات الأمنية.
وقال أحد الناشطين المحليين إن “الأرقام مفزعة، ولكن الأخطر هو صمت الجهات المعنية عن إعلان استراتيجية متكاملة للمعالجة. نحتاج إلى تحرك وطني عاجل، لا مجرد تصريحات إعلامية”.
دعوات لخطط شاملة تبدأ من المدارس
من جهتهم، دعا خبراء تربويون ومنظمات مجتمع مدني إلى ضرورة إطلاق حملات وطنية عاجلة تشمل:
ملاحقة تجار المخدرات وشبكات التهريب، خاصة عبر الحدود الشرقية.
برامج توعية وتثقيف مدرسي وجامعي، تشرح أضرار المخدرات بأساليب تناسب الشباب.
فتح مراكز تأهيل وعلاج نفسي في المدن والقرى، لعلاج المدمنين وإعادة دمجهم في المجتمع.
تعزيز دور الأسرة والإعلام في المواجهة، باعتبار المخدرات تهديدًا وجوديًا للمجتمع السوداني.
“جيلٌ يضيع بين أيدينا”
يرى مراقبون أن أزمة المخدرات في السودان، ولا سيما في المناطق الطرفية مثل القضارف، لم تعد قضية جنائية فحسب، بل أزمة وجودية تهدد الأجيال القادمة وتستدعي إعلان حالة طوارئ اجتماعية وأمنية.
وفي ظل ضعف الرقابة على الحدود، وغياب البرامج الشبابية الفاعلة، يحذر مختصون من أن الجيل الحالي قد يكون الضحية الأكبر لصراع لا يُرى، ولكن تأثيره مدمر وعميق.
ويبقى السؤال معلقًا: هل تملك الدولة الإرادة السياسية والمجتمعية الكافية لمواجهة هذا الخطر قبل فوات الأوان؟
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.