حمدوك: لا حل عسكرياً لحرب السودان وخطاب الكراهية يهدد وحدة البلاد

في مؤتمر التماسك الاجتماعي بكمبالا.. رئيس الوزراء السابق يدعو لوقف الحرب فوراً ويعلن إنشاء مركز لمحاربة الكراهية

 

 

 

كمبالا ـ شبكة_الخبر ـ  في تحذير جديد من مغبّة استمرار الحرب الأهلية في السودان، أكد رئيس الوزراء السوداني السابق، الدكتور عبد الله حمدوك، أن الصراع الدامي في البلاد لا يمكن حسمه بالوسائل العسكرية، مشيراً إلى أن استمرار القتال يهدد وحدة السودان ويقود إلى التشظي والانهيار الكامل.

جاء ذلك خلال خطاب ألقاه حمدوك، يوم الأربعاء، أمام مؤتمر “التماسك الاجتماعي”، المنعقد في العاصمة الأوغندية كمبالا، والذي شارك فيه أكثر من 60 شخصية سودانية من مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية.

وقال حمدوك إن الحرب تجاوزت مرحلة “القتل والدمار والتشريد” إلى “مرحلة الإقصاء والعنف وسوء المعاملة، والتهميش والإيذاء”، محذراً من أن استمرارها ينذر بتفكك المنظومة الاجتماعية بالكامل.

وشدد على أنه “لا توجد حلول عسكرية لهذا الصراع مهما طال أمده”، داعياً طرفي الحرب إلى الاحتكام لصوت العقل واتخاذ خطوات عاجلة توقف نزيف الدم وتحول دون انزلاق البلاد إلى الهاوية.

خطاب الكراهية في الواجهة

وحذر حمدوك من تصاعد ما أسماه “مؤشرات قياس الكراهية” في السودان، مشيراً إلى ظهور أنماط جديدة من التمييز تقوم على اللون والقبيلة والجغرافيا والجنس. وعدَّ هذا التحول تهديداً مباشراً للتعايش السلمي بين مكونات المجتمع السوداني.

وكشف عن نيته إنشاء “المركز الوطني لمحاربة خطاب الكراهية”، والذي سيضطلع برصد الانتهاكات الإعلامية والتحريض على العنف، مع السعي لمساءلة الجهات المحرّضة وتقديمها للعدالة.

وقال: “كثُرت الغرف الإعلامية التي تحرض على العنف والقتل والتمييز، ولم تسلم منها أي منطقة في السودان، مما ساعد على بث الكراهية بين المكونات الاجتماعية”.

دعوة إلى التماسك والعمل الجماعي

وأكد حمدوك على ضرورة إطلاق مرحلة جديدة من التعايش والتسامح، ترتكز على العدالة الاجتماعية والمساواة والاعتراف بالتنوع الديني والثقافي والعرقي في البلاد، مشيراً إلى أن ما تمر به البلاد اليوم “اختبار عسير يتطلب حواراً عميقاً وشاملاً حول مستقبل السودان ووحدته”.

وختم بدعوة الإدارات الأهلية والقيادات الدينية والشباب والفنانين والمثقفين والنساء للعمل يداً بيد من أجل استعادة نسيج المجتمع الوطني، وتعزيز التماسك الاجتماعي، وعدم الاستسلام لخطابات الحقد والانقسام.

 


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *