البرهان يشعل #الترند بعبارة “المجد للبندقية فقط”: نهاية زمن “اللساتك ”  

خاص ـ شبكة_الخبر ـ صدر تصريح قائد الجيش  الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الترند في السودان خلال الساعات الماضية، بعد أن أطلق عبارة مثيرة للجدل قال فيها: “ما في مجد للساتك تاني، المجد للبندقية فقط”.

جاء ذلك في خطاب رسمي خلال افتتاح مؤتمر الخدمة المدنية بمدينة بورتسودان  الثلاثاء، في رسالة اعتبرها كثيرون إعلانًا صريحًا لهيمنة منطق السلاح، وإنهاءً لرمزية النضال السلمي في السودان.

البرهان، الذي بدا واثقًا وهو يخاطب الحاضرين، أكد أن “زمن إغلاق الطرق قد ولى”، في إشارة إلى الاحتجاجات السلمية التي عُرفت بحرق الإطارات في الشوارع، والتي كانت إحدى أدوات التعبير الثوري خلال انتفاضة ديسمبر 2018، ورفض الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر 2021.

تصريحه اللافت جاء كرد ضمني على الشعار الثوري الشهير “المجد للساتك”، الذي حملته لجان المقاومة كرمز للصمود والمقاومة السلمية في وجه القمع والرصاص. و

قد تحوّلت هذه العبارة إلى شعار شعبي واسع الانتشار، يمجّد نضال الشارع ضد الطغيان العسكري، حتى أصبحت جزءًا من الذاكرة الثورية الحديثة في السودان.

لكن البرهان، من موقعه كقائد أعلى للقوات المسلحة، اختار أن يُسقط هذه الرمزية، وأن يستبدلها بمجد “البندقية”، في خطاب يحمل أكثر من دلالة: فهو من جهة رسالة إلى الداخل العسكري مفادها أن السلاح هو من يفرض المعادلة، ومن جهة أخرى صفعة للتيارات المدنية التي لا تزال تُراهن على الضغط الجماهيري كوسيلة لاستعادة الحكم الديمقراطي.

وقد أثارت العبارة جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها ناشطون إعلان حرب على الثورة ورموزها، بينما رأى فيها آخرون تجسيدًا صريحًا لطبيعة السلطة القائمة في بورتسودان، والتي باتت تعتمد بشكل متزايد على الخطاب العسكري، في ظل الحرب الأهلية الدائرة وانهيار مركز الدولة في الخرطوم.

ويأتي هذا التصعيد الخطابي في وقت حرج، حيث لا يزال السودان غارقًا في صراع مسلح مع قوات الدعم السريع، وتُتهم القيادات العسكرية، وعلى رأسها البرهان، بتقويض المسار الديمقراطي، منذ انقلابهم على الحكومة الانتقالية المدنية في أكتوبر 2021.

بعبارة “المجد للبندقية فقط”، يكون البرهان قد رسم بوضوح ملامح رؤيته للسلطة والسيطرة، ناسفًا ما تبقى من خطاب الشراكة أو الحوار مع القوى المدنية، ومُعيدًا إنتاج منطق “الجيش هو الوطن”، لكن هذه المرة على أنقاض شعارات الثورة وأحلام المدنيين.

– –

 


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *