من تحت ركام النهب.. شباب شمبات يضيئون شمعة الأمل

شمبات  ـ شبكة_الخبر ـ   في مشهد يعيد شيئًا من الأمل وسط أطلال الحرب، بادر شباب حي شمبات جنوب الخرطوم بحري إلى إطلاق مبادرة إنسانية غير مسبوقة، تهدف إلى جمع وحفظ ممتلكات المواطنين التي نُهبت أو تبعثرت إثر اجتياح ميليشيا الدعم السريع للمنطقة خلال الأشهر الماضية.

ملمّون الأوجاع 

بعد أن خيم الخراب على معظم أحياء العاصمة، وخُربت البيوت ونهبت الأغراض، لم يقف شباب شمبات مكتوفي الأيدي. بل تحركوا بروح جماعية لجمع الأجهزة الكهربائية والأثاث المنزلي والمقتنيات التي تناثرت في الطرقات العامة والشوارع المهجورة.

بحرص ومسؤولية، نظموا عملية الجمع وقاموا بترتيب الأغراض بعناية داخل الحديقة العامة الواقعة شرق جامع المحس بشمبات الجنوبية، لتكون بمثابة مركز مفتوح لاستعادة المفقودات.

نداء الأمل

القائمون على المبادرة وجهوا نداءً مفتوحًا إلى أهالي المنطقة، مٌطالبينهم بالحضور للتعرف على ممتلكاتهم واستعادتها، مؤكدين أن الهدف الأول والأخير هو رد الحقوق إلى أهلها، بعيدًا عن أية مصالح أو أطماع.

مشاهد من أرض المبادرة:

على الأرض، بدا المشهد كلوحة نابضة بالحياة: شباب يرتبون الأجهزة الكهربائية في صفوف منتظمة، وأطفال يساعدون بحمل قطع الأثاث الصغيرة، وشيوخ يشيرون إلى مواقع حفظ الأغراض. مشهد تختلط فيه دموع الفقد مع بسمات الأمل.

يقول أحمد، أحد الشباب المتطوعين:

 “نحن هنا نحاول أن نعيد بعض الكرامة لحيّنا… الأوضاع صعبة، لكننا نؤمن أن الخير لا يموت في قلوب الناس.”

 

وتضيف سلمى، مشاركة في المبادرة

“حين رأينا الأغراض مرمية في الشوارع، أدركنا أن هناك فرصة صغيرة لإصلاح ما أفسدته الحرب. هذه الأشياء قد تكون كل ما تبقى للبعض من حياتهم.”

فلاش باك 

شهدت شمبات، كسائر أحياء الخرطوم، موجات عارمة من النهب والانفلات الأمني مع تصاعد المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. كثير من الأسر اضطرت إلى ترك منازلها تحت ضغط القصف والاشتباكات، مما فتح الباب لسرقة الممتلكات وتدميرها.

غير أن مبادرات مثل تلك التي يقودها شباب شمبات تثبت أن جذوة الخير ما زالت متقدة، وأن روح التضامن السوداني لا تهزمها الحروب ولا تعصف بها الأزمات.

ومضة ختامية

في زمن الانهيار والفوضى، يصبح فعل الخير مقاومةً حقيقية. وشباب شمبات أثبتوا أن الأمل، مهما بدا ضئيلاً، قادر على أن يشق طريقه وسط الركام… وأن قيم النخوة والتكافل تظل، رغم كل شيء، عصيةً على الموت.

 

 


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *