اتفاق السلام في جنوب السودان على حافة الانهيار  

ترجمةـ شبكة_الخبر ـ  بات اتفاق السلام الهش في جنوب السودان الخميس على حافة الانهيار بعد  توقيف النائب الأول للرئيس رياك مشار، خصم الرئيس سلفا كير منذ فترة طويلة، ما يهدد بنشوب الحرب مجددا في هذا البلد.

مداهمة منزل مشار

ودخلت قرابة 20 مركبة مدججة بالسلاح مقر إقامة مشار في العاصمة جوبا في ساعة متقدّمة الأربعاء وقامت بتوقيفه، وفق بيان صادر عن أحد أعضاء حزبه، في تصعيد دراماتيكي للنزاع المتفاقم في الدولة التي نالت استقلالها في 2011.

وينهار تدريجا اتفاق لتقاسم السلطة بين كير ومشار ما يهدد بعودة الحرب الأهلية التي أودت بقرابة 400 ألف شخص بين 2013 و2018.

 

وقال نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة أويت نتنائيل بييرينو إن عملية توقيف مشار “تشكّل خرقا للوعد وعدم احترام اتفاق وانعدام الإرادة السياسية لإحلال السلام والاستقرار في البلاد”.

وأضاف أن بهذا التوقيف “بات اتفاق (2018) لاغيا فيما أصبحت احتمالات السلام والاستقرار في جنوب السودان معرضة للخطر”.

إدانات دولية واسعة

وصدرت إدانات دولية واسعة من بينها من الاتحاد الإفريقي الذي عبر عن “قلقه البالغ”، فيما حذرت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (أونميس) من أن البلاد على “حافة الانزلاق مجددا إلى نزاع واسع النطاق”.

انهيار اتفاق السلام

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش إن الاخير “يتابع بقلق كبير الوضع المقلق في جنوب السودان”، مضيفا “نحذر من أن هذه الخطوة تقرب البلاد في شكل اكبر من حرب اهلية وانهيار اتفاق السلام”.

سُجل هدوء في جوبا صباح الخميس وفتحت  متاجر أبوابها وشوهدت حركة للمارة، بحسب مراسل فرانس برس.

 لكن كان هناك وجود عسكري كثيف حول منزل مشار الواقع على مسافة أمتار قليلة من منزل الرئيس، بما في ذلك دبابة.

 وقال إدموند ياكاني، أحد قادة المجتمع المدني، إن السكان قلقون جدا بشأن ما قد يحدث لاحقا.

وصرح لوكالة فرانس برس أن “الناس في حالة ذعر” مضيفا “هناك احتمال كبير لاندلاع حرب شاملة، لكنها ستكون أكثر دموية وأكثر عنفا بسبب (الرغبة في) الانتقام”.

ودعت وزارة الخارجية الأميركية في منشور على  الخميس كير إلى “العودة عن هذا الإجراء والحؤول دون المزيد من التصعيد”.

وسارعت دول إقليمية لبذل جهود وساطة وأعلن الرئيس الكيني وليام روتو أنه تحدث إلى كير بشأن توقيف مشار.

قال روتو بعد مشاورات مع قادة أوغندا وإثيوبيا إنه “سيرسل مبعوثا خاصا إلى جنوب السودان للحوار ومحاولة تهدئة الوضع وإبلاغنا بالمستجدات”.

 وأوغندا منخرطة بشدة في النزاع وأرسلت قوات مسلحة دعما لكير في وقت سابق هذا الشهر.

اعتقالات وصدامات

نالت دولة جنوب السودان استقلالها عن السودان في 2011 لكنها ظلت تعاني الفقر وانعدام الأمن منذ اتفاق السلام عام 2018.

ويقول محللون إن كير البالغ 73 عاما، يسعى منذ أشهر لضمان خلافته وتهميش مشار سياسيا من خلال تعديلات وزارية.

واعتُقل أكثر من 20 من حلفاء مشار السياسيين والعسكريين في حكومة الوحدة ومن الجيش منذ   فبراير، واحتُجز العديد منهم بمعزل عن العالم الخارجي.

ويقول حزب مشار إن ثلاثا من قواعده العسكرية حول جوبا هاجمتها القوات الحكومية منذ الاثنين.

وأُنشئت مراكز التدريب لإعداد قوات المعارضة للاندماج في الجيش الموحد، وهو بند رئيسي في اتفاق السلام يهدف إلى توحيد قوات الحكومة والمعارضة.

ولم يؤكد جيش جنوب السودان المتحالف مع كير أيا من هذه الأحداث علما أنه اتهم قوات مشار بتنفيذ مناورات عدوانية من إحدى القواعد  الاثنين.

إنذار أحمر 

قبل اعتقال مشار، أكد كير مجددا “التزامه الراسخ إرساء السلام” عقب اجتماع مع مسؤولي الكنيسة.

ويأتي ذلك بعد أسابيع من الاشتباكات العنيفة لا سيما في مقاطعة ناصر، حيث خاضت القوات الحكومية الموالية للرئيس معارك ضد مجموعة من الشباب المسلّحين تعرف باسم “الجيش الأبيض” موالية لمشار.

وحذر كبير محللي شؤون جنوب السودان في مجموعة الأزمات الدولية دانيال أكيش من أن “العنف الذي بدأ في ناصر في مارس يمتد على ما يبدو ليشمل عددا من ولايات جنوب السودان”.

 وأضاف أن رفض كير ومشار الحوار، رغم ضغوط المجتمع الدولي، هو بمثابة “إنذار أحمر”.

 ورأى أنه في حال نشوب نزاع أوسع نطاق، “فسيكون عنفا غير محصور بدرجة كبيرة وسيكون من الصعب جدا وقفه” لأنه قد يخرج عن سيطرة الزعيمين بسرعة.

وأعرب مراقبون دوليون عن قلق متزايد وأغلقت النروج وألمانيا سفارتيهما في جوبا.

وأعلنت السفارتان البريطانية والأميركية تقليص عدد موظفيهما إلى الحد الأدنى وحضّتا رعاياهما على مغادرة البلاد.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *