عثمان ميرغني يكتب : “صمود”..

‏ حديث المدينة الخميس 13 فبراير 2025
 ليس من الحكمة استعجال إغلاق الأبواب في وجه التحالف الجديد الذي أعلن قبل يومين..صحيح هذا التحالف جاء من سلالة سلفه “تقدم” التي ارتكبت خطايا حتمت موتها جماهيريا قبل أن تموت تارة أخرى تنظيميا و يعلن رسميا خروجها من الملعب السياسي.. لكن لا تزال هناك فرصة لرؤية وطرح جديد.

يحمد ل”صمود” أنهم سجلوا موقفا قويا برفض فكرة الحكومة الموازية و قد يمضوا أكثر في مسار يساعد على بناء تحالف أوسع أفقا.
أن تتجمع المكونات السياسية والمجتمعية في تحالف واحد بأهداف مشتركة هو في حد ذاته نهج مطلوب خاصة في المرحلة الراهنة والمستقبل . ولو تنظمت وانتظمت كل الأحزاب السودانية في تحالفات فإن ذلك يعضد من مواقفها ويساعد على بناء جهد سياسي مؤسسي يعتد بالعمل الجماعي.

من الحكمة منح تحالف “صمود” فرصة بناء مواقف قد تحمل قدرا من مراجعة أخطاء مجموعة “تقدم”.. خاصة في العلاقة مع الجيش.. وهي محور المواقف السياسية حاليا.

في بيان التكوين قالت “صمود” أنها تتبنى شعار “لا للحرب” ولا غضاضة في ذلك بشرط ان يحمل هذا  الموقف معنى إيجابياً ، وليس سلبياً  يفرض البقاء في منطقة السكون التي لا تؤثر في الأوضاع ولا تغير من حال البلد المنكوب.

للأسف الشديد كانت تقدم أيضا تتبنى الشعار ذاته وتفسره بأن موقف ( غير منحاز لطرف) رغم كونها الجناح السياسي للتمرد.. فكان الشعار مجرد دخان لحجب الأنظار .. لا يوقف الحرب بل يوقدها و يطيل عمرها..

شعار ” لا للحرب” يجب ان يرتكز على الشرعية في معناها المباشر.. شرعية الحيش بلا حدال في مقابل تمرد الدعم السريع.. و من هنا يجوز الدعوة للحلول السلمي المتفاوض والمتوافق عليها.. لكن من منطلق تثبيت شرعية الجيش أولا..

الان أمام مجموعة “صمود” فرصة أخيرة لن تتكرر.. أن تمتلك شجاعة الجهر بما لا يمكن المساومة عليه.. انها تدعم الجيش قوة دستورية شرعية لا يجب لأي طرف أن ينازعها أو يتمرد عليها.

من الحكمة أن يلتئم المجموع السياسي السوداني على إهداف عليا متحدة.. قد تختلف الوسائل لكن لا يجب ان تختلف الغايات المنشودة..


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *