حديث المدينة الأربعاء 29 يناير 2025 ..”سفروك” مالو ؟

عثمان ميرغني 

هل سمعتم بالقائد “سفروك”؟
أعذروني على جهلي.. فأنا أقر بجهلي ببعض المعلومات التي قد تكون معروفة لكم.. ولكن إذ أقر بذلك، فأنا أجد نفسي في سعي دائم لرفع جهلي ومعرفة ما كنت أجهله.. ولهذا أسألكم عن “سفروك”..

وأعلم أنكم قد تستسخفون سؤالي، فمن لا يعرف من هو “سفروك”.. الذي ظهر في مايو 2023 تحت الأضواء، وعمل على متابعة عملياته وصولاته في القرى والمدن.. يفتك بالآمنين وينهب بيوتهم، ويجعل المدن ترتعد لذكره، بعدما أصبح “بشاعاته” حديث الركبان.

لكن لم يكن هذا وحده ما جعله بطل الأسافير.. بل كانت هناك الفيديوهات التي يصورها في كل مكان يغشاه بجنده، ويترك بثها لنشرها بين من يهمه الأمر..
لا أعرف من يوفر له هذه التقنية المتطورة لاختيار المواقع “اللوكيشن”، وتسجيل الصوت النقي.. بل وحتى اختيار المفردات الـ”مهبطة” للروح المعنوية والمثيرة للرعب..
ولكنني أعلم أن هناك آلاف القنوات والمجموعات والحسابات التي تتطوع مجانا لنشر إنتاجه المصور.

ولم يكن “سفروك” وحده.. بل كان جزءًا من منظومة من القيادات التتارية التي تطفر في الظلام مثل النجوم، ويتنافس الإعلام في الحصول على لقطات من الكر والفر الذي يمارسونه، ليتمكن الملايين من متابعة أخبارهم.

وعندما تشاء الأقدار أن يسقط “سفروك”، وتُطوى الصفحة الأخيرة من سجله المظلم، يستيقظ الناس على سؤال ملح: “سفروك” مالو؟

“سفروك” عندما يقول في آخر كل تسجيل مصور (اتين بس.. يا نصر يا شهادة).. ما الذي كان يقصده؟ وما هو معناه؟
هل كان يقصد النصر؟ على من ينتصر؟ ولأجل من؟ وشهادة من أجل ماذا؟

كل ما أخشاه هو أن تقوم الـ”ويكيبيديا” بنشر سيرة “سفروك”.. لأن ذلك يعني تسليط الضوء على آخر النفق.. نفق الأجيال القادمة التي عليها أن تعي وتعلم من الأرشيف من هو “سفروك”…


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *