وكانت منظمة “محامو الطوارئ”، وهي مجموعة تضم محامين سودانيين وثقت أعمال العنف منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، أبلغت عن وقوع هجمات في بلدة أم القرى في ولاية الجزيرة الشرقية بدءا من الأسبوع الماضي.
وذكرت المنظمة أن هذه الهجمات تزامنت مع تقدم الجيش في المنطقة، واتهمته باعتقال عدد من المدنيين بينهم نساء، وارتكاب انتهاكات شملت “القتل خارج نطاق القانون والتصفية والاعتقال غير القانوني والاختطاف، فضلا عن الإذلال الجسدي والمعنوي والتعذيب”.
ويشهد السودان حربا ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون سوداني، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.
فلاش باك
وفي الثامن من الشهر الجاري، أعلنت السلطات الأمريكية عن فرض عقوبات على قائد قوات “الدعم السريع” شبه العسكرية في السودان، محمد حمدان دقلو الشهير بـ “حميدتي “معددة اتهامات وإدانات له في بيان تفصيلي.
وورد في البيان الصادر عن مكتب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن: “حدد وزير الخارجية أنتوني بلينكن قيام عناصر من قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بارتكاب إبادة جماعية في السودان، وأتى ذلك بعد مراجعة متأنية للوقائع وتحليل قانوني شامل.. ويبني تحديد وقوع الإبادة هذا على إعلان الوزير بلينكن في شهر ديسمبر 2023 عن مسؤولية عناصر من قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها عن ارتكاب أعمال تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية.
وقد حدد الوزير بلينكن في العام 2023 أيضا مسؤولية عناصر من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية عن ارتكاب جرائم حرب”، بحسب شبكة “سي إن إن” الإخبارية.
وتابع: “بالإضافة إلى تحديد وقوع الإبادة الذي نعلن عنه اليوم، تم فرض عقوبات على سبع شركات تمتلكها قوات الدعم السريع وتقع مقراتها في الإمارات العربية المتحدة وعلى فرد مسؤول عن شراء أسلحة لقوات الدعم السريع”.
القانون الإنساني الدولي
وقال البيان إن “قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي تجاهل بشكل متعمد الالتزامات بموجب القانون الإنساني الدولي، وإعلان جدة للعام 2023 والخاص بالالتزام بحماية المدنيين في السودان، ومدونة قواعد السلوك للعام 2024 التي أطلقتها مبادرة ’متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان‘”.
وأضاف البيان: “ينبغي تحقيق المساءلة عن هذه الفظائع، لذا فرضت الولايات المتحدة إلى جانب تحديد وقوع الإبادة عقوبات على حميدتي لدوره المحوري في تأجيج الحرب في السودان.. وقد تم أيضا إدراج حميدتي على قوائم العقوبات بموجب المادة 7031(ج) لتورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات اغتصاب جماعية لمدنيين على يد جنود قوات الدعم السريع تحت إمرته”.
وأردف: “فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (أوفاك) التابع لوزارة الخزانة اليوم عقوبات على حميدتي بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098 الخاص بـ “فرض عقوبات على بعض الأشخاص الذين يزعزعون استقرار السودان ويقوضون هدف الانتقال الديمقراطي””.
وأكد البيان أنه “تم فرض العقوبات بسبب قيام قوات الدعم السريع بقتل عشرات الآلاف وتشريد 12 مليون شخص والتسبب بمجاعة واسعة النطاق في مختلف أنحاء السودان”.
وحذر البيان من أن الولايات المتحدة “لا تدعم أيا من طرفي هذه الحرب، ولا تشير هذه الإجراءات ضد حميدتي وقوات الدعم السريع إلى أي دعم للقوات المسلحة السودانية أو محاباة لها”.
اتهامات بارتكاب انتهاكات
واتهم البيان القوات المسلحة السودانية بـ”توجيه ضربات جوية وهجمات مدفعية ضد المدنيين، وتواصل عرقلة عمليات تسليم إيصال المساعدات الإنسانية. ويتحمل الطرفان المتحاربان مسؤولية أعمال العنف والمعاناة التي تشهدها السودان ويفتقران إلى الشرعية لحكم السودان بشكل سلمي في المستقبل”.
وأكد البيان أن العقوبات على حميدتي “خطوة صغيرة تهدف إلى اتخاذ إجراءات باتجاه مساءلة الطرفين المتحاربين”. موضحا أن “الولايات المتحدة هي أكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية للشعب السوداني، وتبقى ملتزمة بتخفيف معاناة العديد من السودانيين الضعفاء العالقين في هذه الحرب، وهي ملتزمة بمساعدة الشعب السوداني ليكون له صوت ويبني مستقبله بنفسه”.
وأضاف البيان أن الولايات المتحدة ستواصل في الأيام المقبلة “اتخاذ إجراءات ضد من يقوضون الأمن والاستقرار في السودان واستخدام كافة الأدوات المتاحة لتعزيز السلام والمساءلة والديمقراطية للشعب السوداني”.