حديث المدينة الأحد 12 يناير 2025 ..العام 100 .. للجيش

عثمان ميرغني

أمس سجل الجيش السوداني رقما وطنيا جديدا في سجله المئوي بتحريره مدينة مدني في ختام المرحلة الأولى من استعادة كامل الأراضي السودانية وانهاء التمرد.. وبدء الجمهورية الثانية لبناء دولة السودان الحديث..
ما من سوداني في أي مكان في العالم الا و كان حاضرا… انطلقت المسيرات العفوية في المدن والقرى داخل السودان .. وفي دول أخرى كثيرة.. ونحرت الذبائح حمدا لله على النصر المبين.. وكأن الشعب يريد أن يثبت للعالم أن لا شرعية الا للجيش السوداني..و أنه وجب الآن الإقرار بأن حل الأزمة السودانية سينبني على هذه الشرعية وحدها.. بلا أدنى التباس.
و بحمد الله تتوالى الانتصارات.. مصفاة الخرطوم والجيلي.. ثم تلتقي الجيوش في سلاح الإشارة ببحري لتعبر النيل الى القيادة العامة.. حيث بدأت هذه الحـ؛رب اللعينة.. و تمتد المرحلة الثانية بدخول الجيش إلى القصر الجمهوري رمز السيادة..
و تكتمل الفرحة بإنجاز المرحلة الثالثة بتطهير ولايات كردفان ودارفور الكبرى.. ويعود كل نازح ولاجئ إلى بيته معززا مكرما.. بعد زوال الكابوس..
و بانتهاء المرحلة الثالثة يكون السودان في مواجه التحدي الحقيقي.. أن تنشأ دولة جديدة في أنقاض فشل سياسي مزمن استغرق 70 سنة.. فهل نحن جاهزون لمعركة البناء؟
الإجابة لن تكون مجرد شعارات .. فالبناء أصعب كثيرا من كل المراحل التي مر بها الوطن العزيز.. لأنه يحتاج الى العقل والجهد والصبر و الحكمة..
العواطف لا تبني وطنا مهما تأججت.. وجربنا ذلك في عهودنا السياسية التي مرت بها ثلاث ثورات شعبية كانت تطرب لها الجماهير.. ويرتفع الحماس الى عنان السماء.. ولكن سرعان ما تتلاشى الآمال تحت حوافر العجز والطمع وحب الاستحواذ..
الآن نحن في حاجة لأصحاب العقول النيرة.. والقدرات السديدة لصناعة دولة جديدة مترعة بالخيرات لصالح جميع أهل السودان.. وقادرة على التعامل مع العالم كله بمنتهى الندية والاحترام المتبادل..
انتهى عهد الاغاثات والصدقات والتسول الاممي الذي كانت دولتنا تجيده في الملمات الصغيرة والكبيرة بل حتى بدون ملمات.. دائما نبحث عن عون خارجي و (الماء فوق ظهرونا محمول).
من الآن فليعلم الجميع لن نطلب من أية دولة أن تمن علينا .. المحك في بلوغ تمام العافية الوطنية.. ان لا نطلب من أية دولة عونا لإعادة الاعمار.. بل من الأصل لن نطلق عليها عبارة “إعادة اعمار”.. سنخوض تحدي “بناء الدولة”..

نتجاوز المسلمات المقعدة والتجارب الفاشلة .. ونشد الرحال الى وطن جديد.. بفكر سياسي جديد.. انتهى عهد الأحزاب التي تبيع للسودانيين وهم الايدلوجيات و تخدرهم بالشعارات والهتافات..
العيد 100 للجيش السوداني سيمتد عاما كاملا.. عام 2025..


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *