متابعات – الخبر
أثارت التصريحات التي أدلى بها الفريق ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة، خلال تفقده لقوات الفرقة الثالثة مشاة في شندي يوم أمس ردود فعل واسعة.
وشدد العطا في تصريحاته على أن حزب القوات المسلحة هو العسكرية، وقبيلتها الأمة السودانية بكاملها، وأضاف أنه حتى بعد الفترة الانتقالية وقيام الانتخابات ولثلاث أو أربع دورات متتالية، فإن القائد العام للقوات المسلحة سيظل رأس الدولة وبكامل صلاحيات السيادة.
راديو دبنقا استطلع رأي كل من الدكتور محمد زكريا، الناطق الرسمي باسم الكتلة الديمقراطية والقيادي بحركة العدل والمساواة، وماهر أبو الجوخ، عضو تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) والقيادي بحزب التحالف السوداني.
تصريحات للجنود في جبهات القتال
اعتبر الدكتور محمد زكريا أنه، وبغض النظر عن التصريحات التي تصدر هنا وهناك، فإنه من الواجب التعامل معها في الإطار الزماني والمكاني الذي قيلت فيه، مشيرا إلى أنها كانت في مخاطبة للجنود في الجبهات القتالية.
وأوضح زكريا، في حديث لراديو دبنقا، أنهم في الكتلة الديمقراطية وحركة العدل والمساواة السودانية يؤكدون على التحول الديمقراطي كضامن لاستدامة الحياة السياسية والسلام والاستقرار في السودان.
مرجعية دستورية جديدة
ونوه إلى أن الرؤية التي تقدموا بها للاتحاد الافريقي مؤخرا أكدت على ضرورة أن تصل الأطراف المختلفة عبر حوار سوداني – سوداني لا يستثني أحداً إلى مرجعية دستورية جديدة تدير فترة الانتقال وتؤسس لانتخابات حرة ونزيهة تتيح للقوى السياسية والمدنية أن تتدافع إلى صناديق الاقتراع حيث ينتخب الناخبون من يرونه مناسبا لإدارة الشأن العام.
وأشار زكريا إلى أن القوات المسلحة ظلت كثيرا تردد التزامها وحرصها على العودة للثكنات وبالتالي ستكون حامية للوطن والمواطن وحدود البلاد من أي تهديدات خارجية.
واستدرك قائلا إن القوات المسلحة هي التي تحمي وتحرس الديمقراطية، لكن اللاعبين الأساسيين في المشهد الديمقراطي هي القوى السياسية والمدنية.
تعبير عن موقف ذاتي
من جانبه، قال ماهر أبو الجوخ إن البعض قد يستغرب لهذه التصريحات الصادرة من مساعد القائد العام للقوات المسلحة، الفريق ياسر العطا، لكنه اعتبرها تعبر فعليا عن الموقف الذاتي لعدد من قادة الجيش، الذين نفذوا انقلاب 25 أكتوبر وقوضوا الاتفاق الإطاري ثم أشعلوا هذه الحرب لرغبتهم الأكيدة وحرصهم على البقاء في السلطة.
ومضى عضو تنسيقية “تقدم” في حديث لراديو دبنقا قائلا إن كل التوصيفات التي ظلت تتردد منذ إعاقة الانتقال الديمقراطي ثم الانقلاب ثم إعاقة الاتفاق الإطاري ثم إشعال الحرب باعتبارها ضروريات فرضت عليهم، لكن الذي حدث يؤكد رغبتهم في قطع الطريق أمام القوى المدنية والسياسية والاستفراد بالحكم.
ونوه القيادي بحزب التحالف السوداني أنه لو كانت القوى المدنية قبلت باستمرار الجيش في السلطة لما حدث انقلاب 25 أكتوبر، ولما حدث تقويض الاتفاق الإطاري ولما اشتعلت الحرب واستمرت.
قيادة الجيش تسعى للاستمرار في السلطة
وأضاف أبو الجوخ أن أفضل ما فعله الفريق ياسر العطا بتصريحاته هذه أنه قد كشف الموقف الحقيقي والتوجه الحقيقي، وهو أن ما يحدث فعليا في السودان ومنذ محاولات إعاقة الانتقال والانقلاب وحتى هذه الحرب عنوانه الرئيسي هو الرغبة والسعي الحقيقي للسيطرة على الحكم وفرض قيادات الجيش في المشهد السياسي، وهو ما لا يمكن قبوله.
وشدد عضو تنسيقية تقدم في حديث لراديو دبنقا أن الموقف الحقيقي والرئيسي للقوى السياسية والمدنية أن الجيش مؤسسة نظامية ليس من واجبها أن تحكم ولا أن تمارس التجارة وأن تركز على واجبها الرئيسي.
وذكر ماهر أبو الجوخ أن الحرب ستنتهي إلى تأسيس دولة مدنية ديمقراطية تخضع فيها مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية للسلطة الدستورية ولا مجال مطلقا للحديث إطلاقا عن أي دور سياسي للمؤسسات النظامية سواء أن كانت الجيش أو الشرطة أو الأجهزة الأمنية والتي لديها واجبات دستورية ليس من بينها أن تحكم أو تشارك في الحكم.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.