تقارير_شبكة_الخبر
أوامر المحكمة الجنائية الدولية باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت والقيادي في حركة حماس محمد الضيف بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال الحرب في غزة، أثارت ردود أفعال واسعة تضمنت إشادة بتحرك المحكمة الذي جاء بعد أكثر من عام من الحرب التي راح ضحيتها الآلاف ..
لكن هل تستطيع المحكمة تنفيذ مذكرات الاعتقال الصادرة بحق القادة والمسؤولين؟
وفقاً للإجراءات المتبعة تصدر أوامر الاعتقال ومذكرات التوقيف من المحكمة الجنائية الدولية ويتم تنفيذها بواسطة دولة عضو أو متعاونة إذا رغبت في ذلك، فالمحكمة لا تملك أية وسائل لتنفيذ الاعتقالات وفي حال عدم تنفيذ أي دولة لأمر الاعتقال فإن العقوبة التي تواجهها لا تتعدى لفت النظر الدبلوماسي.
أمريكا في مواجهة المحكمة الجنائية
فيما يخص بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت تواجه المحكمة الجنائية الدولية صعوبات كبيرة في تنفيذ الاعتقال أبرزها الإدانة الأمريكية لأوامر المحكمة والتي وصفها الرئيس جو بايدن بـ”الشائنة”، كما أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أن الولايات المتحدة ترفض القرار بشكل قاطع، ولأن قواعد المحكمة تسمح لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتبني قرار من شأنه إيقاف أو تأجيل الملاحقة القضائية لمدة عام، مع إمكانية تجديد ذلك سنوياً فإن الولايات المتحدة الأمريكية تستطيع تجميد ملاحقة نتنياهو وغالانت بسهولة.
ورغم أن قائمة أعضاء المحكمة الجنائية الدولية تشمل جميع دول الاتحاد الأوروبي إلى جانب المملكة المتحدة إلا أن القرار سيواجه صعوبات في التنفيذ فقد وصف وزير خارجية النمسا ألكسندر شالينبرغ مذكرة الاعتقال بأنها عبثية، وفي فرنسا رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية كريستوف لوموان التصريح حول ما إذا كانت فرنسا ستعتقل نتنياهو إذا جاء إليها، وقال إنها نقطة معقدة قانونياً.
ولم يؤكد المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ما إذا كانت المملكة المتحدة ستدعم مذكرات الاعتقال، فيما تحدى رئيس الوزراء المجري قرار المحكمة الجنائية الدولية مؤكداً دعوته نتنياهو لزيارة المجر.
صعوبة تنفيذ القرارات بدون دعم ومساندة الدول دفعت كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى دعوة الدول للتعاون بشأن مذكرات الاعتقال الصادرة في محاولة منه إلى استمالة أكبر عدد من الدول المؤيدة والحفاظ على هيبة المحكمة.
مذكرات اعتقال لم تنفذ
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية خلال مسيرتها منذ عام 2002 ، مذكرات اعتقال لعدد من القادة والرؤساء أبرزهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، والرئيس السوداني الأسبق عمر البشير، بتهمة ارتكاب جرائم إبادة في حق قبائل وجماعات معارضة له في دارفور، كما أصدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي ونجله سيف الإسلام، وجميعم لم يمثلوا أمام المحكمة ولم يتم تسليمهم من أي دولة.
أما الزعيم الصربي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش والذي اتهمته المحكمة بارتكاب جرائم تطهير عرقي في حق مسلمي البوسنة والهرسك وألبانيا وكوسوفو فقد توفي أثناء المحاكمة، بينما حصل الرئيس السابق لساحل العاج لوران غباغبو على البراءة.
سجل المحكمة الجنائية الدولية الذي يتضمن أوامر لم تنفذ وبراءات لبعض المتهمين وعدم وجود آليات لضبط المطلوبين أو إجبار الدول على تسليمهم يجعل مذكرات الاعتقال بحق القادة والرؤساء صعبة التنفيذ.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.