انتهاك الخصوصية في ممارسات الدعم السريع

خالد البلولة

(١)
*منذ بداية الحرب في ١٥ ابريل ٢٠٢٣م اغرق الدعم السريع المنصات الرقمية بمقاطع مصورة عن الحرب يظهر فيها مواطنين وجنود وضباط دون مراعاة لحقوق الاسير او ضوابط دينية او أخلاقية او قانونية ومارس أيضا مستشاريه سياسة التضليل الإعلامي والكذب المٌمنهجين .
*شاهدت فيديو لضابط مهندس اعتقلته قوات الدعم السريع كان في طريقه الى شندي مع اسرته،ايام الحرب الأولى وظل معتقلا حتى ظهر في ذلك الفيديو الذي تم تداوله وهو بحالة يرثى لها وقد فقد وزنه بصورة باينة وبدا عليه التعب والانهاك وعدم القدرة على الحديث.
*حسب المادة الخامسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان،لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطَّة بالكرامة لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب وللمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة حسب المادة(٧) من الاتفاقية الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية.
(٢)
*معلوم أن الانسان السوي عندما يفعل فعلا معيبا يستحي منه،وسئل رسول الله صل الله عليه وسلم :-ما البِرّ والإثم؟ قال: البِر: حُسن الخلق،والإثم:ما حاك في نفسك وكرهتَ أن يطَّلع عليه الناسُ)مارس المتمردون ابشع اساليب القهر والظلم الشدة والغلظة وسُوء الخلق مع المواطن السوداني (إذا لم تستح فافعل ماشئت)هؤلاء المتمردون أمرهم عجب،فهم يوثقون جرائمهم بالادلة التي لا ترقى للشك(مثل فيديو الذي يظهر فيه جندي من جنود المليشيا وهو يمسك بلحية مسنٍ ويهزها دون أن يطرف له جفن لم يراعي شيبته وسنه وكانه لم يسمع بحديث النبي صل الله عليه وسلم:(ليس منا من لم يرحمْ صغيرَنا ويُوَقِّرْ كبيرَنا) فالكبير له حق بالتوقير والاحترام والإجلال والتقديم على غيره من الناس لشيبته في الإسلام وتقدم سنه وضعفه فإذا  كان الإنسان لا يراعي للكبير حقه فإن ذلك يدل على تربية سيئة.
(٣)
*شاهدت فيديو لرجل اعزل اعتقلته المليشيا يستجوبه بعض جنودها ربما كانوا في عمر ابنائه،ويجلس في حالة يثرى لها وطريقة تعامل يندي لها الجبين،يسالونه بسخرية قلت :-(قلت ما راجل؟ )يرد مقهورا:(معاكم انتو ماني راجل).
من اين جاء هؤلاء؟ لا يراعون دين ولا اخلاق ولا قيم ولا قانون ولا يحترمون كرامة مواطن ؟ولا يراعون خصوصيته ويستلذون بتصويره وتعذيبه وقهره؟
* قانون انتهاك الخصوصية معمول به في معظم دول العالم عملت الدولة في السودان لحماية هذا الحق أن منحت لكل شخص انتهك حقه في الخصوصية التظلم للأجهزة التنفيذية والإدارية وله كذلك حق اللجوء للمحكمة الدستورية.وتتحدث المادة (166)في الباب السادس عشر من القانون الجنائي السوداني لعام 1991م(جرائم الاعتداء علي الحرية الشخصية) وتدخل عملية تصوير الشخص دون رضاه ضمن الحرية الشخصية وتنص المادة على من ينتهك خصوصية شخص بان يطلع عليه في بيته دون اذنه او يقوم دون وجه حق مشروع بالتنصت عليه او الاطلاع علي رسائله او اسراره يعاقب بالسجن مدة لا تتجاوز ستة اشهر او بالغرامة او بالعقوبتين معا )
(٤)
*يحتاج سلوك هذه المليشيا الي وقفة متأنية من الباحثين في علم النفس وعلم الاجتماع الجريمة والإعلاميين والقانونيين لدراسة سلوك هذه الجماعات والحواضن الاجتماعية التي ينحدرون منها وبناءا على ذلك يمكن تقديم عدة تفسيرات (من وجهة نظري )لما يحدث من هؤلاء الجنود:-
أولا :-تلعب أوضاع هؤلاء الجنود دورا أساسياً في ممارساتهم اغلبيتهم صبية وشباب رعاة و غير متعلمين..
ثانيا:مارسوا ذات السلوك من قبل فى صراعهم مع حواضن الحركات المسلحة أيام حكم البشير منذ2003 بعيدا عن الإعلام وخاصة السوشيال ميديا مثلما يحدث الآن،حرقوا وسرقوا واغتصبوا وهجروا الناس الى تشاد،ويمارسونه الآن.
ثالثا : تعرض هؤلاء لعملية غسل أدمغة على مستوى عال جدا وباحترافية وباستخدام تأثير الوسائط الحديثة حيث شحنت ادمغتهم بأشياء ومسميات لا يعرفون معانيها ودلالاتها …
رابعا: هناك إشكالية في مسألة القيادة وافتقاد السيطرة تماما. وبعد كل معركة ينتصرون فيها ليس من حق الضابط إعطاء اى تعليمات فيما يتعلق بالنهب والشفشفة وكل الممارسات.
رابعا :دافع كل الحملات والتحشيد لغالبية المستنفرين)هو الغنائم والتكسب،وهذا وحده يشرح لك العقدة المستعصية فيما يتعلق(بالأخلاق والدين).
خامسا:يجب النظر دائما فى التعاطى مع هذه المحنة إلى العامل الخارجى الذى لولاه لما تمددت المليشيا على هذا النحو ،مما جعل تواجه البلاد محنة حقيقية لم تواجهها أي دولة أو يماثلها صراع فى المنطقة.
*سيشرب هؤلاء الاوغاد من ذات الكاس الذي شرب منه اهل السودان ذلا واحتقارا وتعذيبا,لاتحسبن ان الله غافلا عما يفعل الظالمون

[email protected]


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.