القاهرة – شبكة الخبر
غيب الموت بمستشفى دار الفؤاد في العاصمة المصرية القاهرة، مساء اليوم، الشاعر والدبلوماسي السوداني د. محمد المكي إبراهيم، وذلك إثر علة صحية.
يعد الشاعر السوداني محمد المكي إبراهيم الشهير بـ”ود المكي” أحد أبرز شعراء ستينيات القرن المنصرم، وهو رائد من رواد القصيدة العربية الثورية في العصر الحديث، إذ خلّد في قصائده “الاكتوبرية” ثورة 21 أكتوبر 1964 التي أطاحت بالجنرال إبراهيم عبود في السودان.
ويعتبر الشاعر ود المكي أحد مفكري مدرسة الغابة والصحراء التي ظهرت في ستينيات القرن الماضي، ودعت صراحة إلى وحدة طوعية بين صحراء الشمال وغابة الجنوب على أسس ثقافية واجتماعية وفق مبدأ الاندماج العرقي والتوافق الثقافي، ومن رواد هذه الدعوة الشاعران الراحلان النور عثمان أبكر والدكتور محمد عبد الحي.
يقول محمد المكي إبراهيم صاحب ديوان “أمتي” “أنا مؤرخ معاناة الشعب السوداني وضمن قلة قليلة تعرف متى بدأت هذه المعاناة، ومثل الجميع لا أدري متى تضع أوزارها”.
وتحسر “ود المكي” على انفصال الجنوب، قائلا “أنا أتألم عندما أنظر إلى الخارطة الجديدة للسودان”.
وُلد محمد المكي في 10 مايو 1937 في مدينة “الأبيض”، وكرّس حياته للإبداع الأدبي والفكري، فكان أحد رموز الشعر السوداني الذي يعبّر عن هموم الوطن وآلامه وآماله.
تخرج محمد المكي من جامعة الخرطوم، حيث درس الأدب العربي، ثم اتجه إلى كتابة الشعر والنقد الأدبي.
وتميّزت أشعاره بأسلوبها الفريد وعميق معانيها، حيث تناولت قضايا الهوية والمقاومة والأمل في زمن الصعوبات.
من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصرْ
من غيرنا ليقرر التاريخ والقيم الجديدةَ والسيرْ
من غيرنا لصياغة الدنيا وتركيب الحياةِ القادمةْ
جيل العطاءِ المستجيش ضراوة ومصادمةْ
المستميتِ على المبادئ مؤمنا
المشرئب إلى السماء لينتقي صدر السماءِ لشعبنا
جيلي أنا…
والاسبوع الماضي، اختارت لجنة المحكمين بالاتحاد العالمي للشعراء محمد المكي إبراهيم شاعرا للسودان للعام 2024.
ومُنح محمد المكي جائزة “شاعر السودان” من قبل الاتحاد العالمي للشعراء، مع ترشيحه لجائزة “شاعر العرب”، مما يبرز تأثيره الثقافي والإبداعي في العالم العربي. تأتي هذه الجائزة بعد تقييم عميق من قبل لجنة تحكيم مكونة من نقاد بارزين، حيث تم اعتبار إسهاماته الأدبية ذات تأثير كبير.
وجاء اختيار المكي في التوجيه الصادر من الاتحاد العالمي للشعراء عن طريق رئيسه عبدالله الخشرمي.
لكن إرثه الشعري سيبقى خالداً في ذاكرة الأجيال القادمة.
لا أستطيع أن أعود ماشيا فالبحر لم يعد مطية الشراع
لكن قدرتي على الرجوع لا تحدها البحار
في خاطر يطيف بي أعود
على جناح غنوة آسولة أعود
ولو غرقت في الذي مضى
لثمت طفلة ترآتها وأم..
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.