الدوحة- شبكة الخبر
قالت مساعدة رئيس حزب الأمة القومي رباح الصادق المهدي، إن نائب سفير السودان في قطر، أصدر قراراً بمنع قيام ندوة كانت تعتزم تقديمها بالمركز الثقافي السوداني في الدوحة عن “الجرتق”.
ويرتبط المجتمع السوداني بالريف وعاداته وتقاليده. ومن تلك العادات، تبرز عادة “الجرتق” التي بدأت في وسط البلاد وشمالها قبل وقت، وأصبحت من أهم عادات الزواج بعد أن زحفت في هدوء نحو العاصمة الخرطوم.
وهي عادة ذات خصوصية لكونها تقتصر على أهل العروس والعريس المقربين فحسب وحتى الآن، لا توجد مناسبة عرس تخلو من “الجرتق”، بل هناك أشخاص يستغنون عن الزفاف ويقيمون “الجرتق” فقط.
وكتبت رباح في صفحتها الشخصية على (فيسبوك) مقالاً عنونته بـ(الجرتق.. بين مطرقة الجغامسة وسندان البلابسة) سردت فيه تفاصيل ما جرى والهجوم على شخصها لتناول هذا الموضوع التراثي.
وأوضحت رباح في مقالها أن أطروحتها الرئيسية هي أن الإسعافات الأولية للتراث يجب أن تبدأ فوراً ولا تنتظر، ونوهت إلى أنها تنفذ حكم السفارة على مركزها لكنها لا تقره.
«شبكة الخبر » تنشر نص المقال أدناه:
الجرتق.. بين مطرقة الجغامسة وسندان البلابسة
أزمعت أن أقدم ندوة عن الجرتق بالمركز الثقافي السوداني بالدوحة بعد غد الجمعة الموافق 27 سبتمبر، وكانت أطروحتي الرئيسية أن الإسعافات الأولية للتراث يجب أن تبدأ فورا ولا تنتظر حتى تخرب سوبا كلية، وأن هذا هو المستفاد من الخبرة الإقليمية والعالمية، ولكن بدأ هجوم كثيف من كل الجهات، وهو ليس بمستغرب، فلولاً ضيق النظر العام ولو كان بالسودان رجل رشيد (أعني الرشد العام) لما ولجنا هذه الحرب ولما توغلنا فيها ولما استمر الناس يلوكون جغما وبلا بعد أن كاد السودان يهلك أو هلك ولم يوارى بعد.
أولًا بدأت جماعة سوا المنظمة تشفق من الهجوم وخاطبوني لتأجيل الندوة حتى يجعلوا عنوانها مقبولا، فقلت إنني لا أرى مسوغا للتأجيل وأريد أن أدق ناقوس الخطر حول التراث الثقافي غير المادي والمادي اليوم قبل الغد، وإني لا أخشى ما يصيبني من أسهم قصيرة النظر أو عاجزة عن إدراك أهمية التراث وحملته المهددين بهذه الحرب، فإذا كانوا يخشون من سهام النقد فإني أتفهم ذلك وأشكرهم على إتاحة المنبر بداية، وأتقبل إلغاء الندوة بصدر رحب لكني لن أؤجلها.
وبينما نحن نتدبر الأمر اتصل نائب السفير بالمركز الثقافي وقرر منع قيام الندوة، ونُقل لي أن ذلك لأسباب أمنية منها الخوف على سلامتي الشخصية ومن أن أتعرض لهجوم وهتافات (بل بس)!
وهذه بمثابة رسالة أرسلها للسفارة: لم أخش أن يقال عني انصرافية وغير مدركة لأوجاع وطني، ولا أخشى سهام البلابسة قطعًا، ولا أظنكم تخشون علي من الهتاف في بلد تمطره الدانات.. لكنه حكمكم على مركزكم أنفذه ولا أقره..
والحمد لله رب العالمين.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.