عامر محمد أحمد يكتب : ما بعد الضربة

عامر محمد أحمد

أدخلت الولايات المتحدة الأمريكية العالم في امتحان عسير وانتظار ممل حول الرد الإيراني على ضرب المفاعلات النووية في مدن إيرانية. يحرص ترمب في هذه اللحظة على ممارسة أقصى درجات الضغط على إيران، وهي حالة غير مسبوقة في التعاطي السياسي الأمريكي مع طهران منذ وصول آية الله الخميني إلى السلطة، والإطاحة بحكم آل بهلوي والإمبراطورية الشاهنشاهية في العام 1979.

هناك عدة أسباب لهذا التصعيد، ليس من بينها اتهام طهران بزعزعة استقرار الشرق الأوسط، إذ لم تُعرف أمريكا بمحبة الشعوب، لا في الأمس، ولا اليوم، ولا غدًا، وإنما بممارسة أقسى أنواع الاستغلال والإرهاب لصالح ازدهار إمبراطورية “العم سام”، مقابل قهر وإفقار دول الموارد الطبيعية من معادن وغيرها.

ضرب إيران اليوم هو رسالة استعمارية واضحة، ولا تحتاج إلى إدانة دولة، أو بكاء طفل، أو قائد يرابط في خندق لحماية بلاده. اليوم هو امتحان إيران في كيفية التعامل مع الاعتداء الأمريكي، ويتطلب الأمر تحييد “ترمب” وجيشه، والتأكيد على أن دخوله المعركة جاء من أجل تعطيل امتلاك الأسلحة النووية، وقد انتهى الأمر بتدمير المفاعلات.

لكن استمرار المعركة ينبغي أن يكون مع الكيان الإرهابي الهمجي، ومواصلة تقويض دعاوى الأمن التي يتذرع بها هذا الكيان المجرم. إخراج أمريكا وإحراجها يتطلب عدم الدخول في مواجهة مباشرة معها في الشرق الأوسط، مما يساهم في حفظ أمن وموارد المنطقة، والحفاظ على الدعم المعنوي العربي والإسلامي، وعدم تعريض المنطقة لزلازل اقتصادية وخسائر بشرية، وهي النقطة الجوهرية التي تبحث عنها أمريكا الاستعمارية والدولة الأداة ـ رأس حربة الإمبريالية.

أكبر صفعة لترمب ونتنياهو هي استمرار المعركة الوجودية مع الكيان المسخ، ونزع ورقة النووي من يديه. يقول محمود ممداني في كتابه “لا مستوطن ولا مواطن ـ خلق أقليات دائمة وتفكيكها”:

> “ما بين العام 1493 وتأسيس الولايات المتحدة، تراجع السكان الهنود في الأمريكيتين بشكل دراماتيكي، إذ تقلصوا من 100 مليون إلى عشرة ملايين، وكانت الخسائر الأكثر كارثية في أمريكا الشمالية.”

إسرائيل الكبرى هي الهدف، وستفشل، بالوعي الذي نراه عند كل الشعوب الحرة والمؤمنة بتحرير الأرض.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *