الطينة- شبكة -الخبر – في صحراء الطينة التشادية، وعلى أطراف معسكر “أردمي”، تنبع الحياة من جديد في شكل براميل مياه تُوزَّع يوميًا على من فرّوا من أتون الحرب في السودان. هناك، حيث يختلط العطش بالخوف، والألم بالأمل، تتواصل جهود غرفة طوارئ محلية الطينة بولاية شمال دارفور بالتعاون مع مجلس غرف طوارئ الولاية، في مشروع إنساني يستهدف توزيع 200 برميل من مياه الشرب الصالحة يوميًا ولمدة ثلاثة أسابيع.
هؤلاء الفارّون من مدينة الفاشر، ومخيمات زمزم وأبوشوك، ومنطقة طويلة، لم يحملوا معهم إلا ما تبقى من قوتهم للبقاء، فكانت المياه النظيفة أولى ضروريات الحياة التي انتظروها بفارغ الصبر.
المبادرة الإنسانية لا تقتصر على توفير المياه فحسب، بل تهدف كذلك إلى درء مخاطر الكوليرا وتحسين الوضع الصحي، في بيئة تعاني من هشاشة البنى التحتية وانعدام الخدمات الأساسية.
تؤكد غرفة الطوارئ المحلية أن هذه الخطوة ليست مجرد استجابة عاجلة، بل تعبير عن التزام مستمر بتأمين الحق الأساسي في الحياة — الماء.
وفي لفتة امتنان، عبّرت الغرفة عن شكرها العميق لمجلس غرف طوارئ الولاية، والخيرين الذين وقفوا سندًا وساهموا بعطائهم في تخفيف معاناة الأسر التي وجدت نفسها في العراء.
ولم تكن المياه وحدها من وصلت إلى النازحين، فقد سبقتها “السلة الغذائية” التي دشنتها غرفة طوارئ محلية الطينة مؤخرًا، واستهدفت 400 أسرة في حي الطينة وسط، ومركز إيواء مدرسة الطينة المتوسطة للبنات.
وسط هذه الأزمة الممتدة، تؤكد هذه المبادرات أن النور لا ينطفئ تمامًا، وأن هناك دائمًا من يسعى ليكون شعلة أمل في ظلام النزوح والشتات.
فالماء هنا، ليس مجرد مورد.. بل رسالة بأن الحياة ممكنة، حتى في أقسى اللحظات.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.