وراء الخبر
محمد وداعة
مبارك: هدفي من الزيارة كان هدم الجدار الزائف الذي عُمد على صناعته جناح الكيزان
ما هي الخطوات والأساليب التي اتبعها السيد مبارك الفاضل في هدم الجدار الزائف؟
ملايين السودانيين الذين قتلوا وشُرّدوا ونهبت ممتلكاتهم واغتُصبت نساؤهم يرون في الإمارات عدوهم الأول،
كل التقارير الدولية والأممية والصحفية أكدت ضلوع الإمارات في تسليح المليشيا
الأسلحة المضبوطة شملت أسلحة أمريكية وإماراتية وأوروبية، وجهتها كانت الإمارات
(حزب البعث السوداني، والشيوعي، والاتحادي، والوطني الاتحادي، وتجمع الوسط والجمهوري، والكتلة الديمقراطية، وتحالف الحراك الوطني، وتنسيقية القوى الوطنية، تخطى، الإدارة الأهلية… إلخ)، هذه الأحزاب وقفت وبكل حزم ضد العدوان الإماراتي،
كتب السيد مبارك الفاضل: (زيارتي لدولة الإمارات، رغم أنها زيارة خاصة لحضور مناسبة أسرية، كان يمكن الاعتذار عنها، لكن هدفي من الزيارة كان هدم الجدار الزائف الذي عُمد على صناعته جناح الكيزان الذي يقوده علي كرتي لهدم العلاقة مع دولة الإمارات الشقيقة التي تربطنا بها مصالح اقتصادية كبيرة وعلاقات امتدّت نحو نصف قرن من الزمان. لقد هدف علي كرتي وكيزانه الذين سيطروا على مفاصل السلطة في بورتسودان إلى استمرار الحرب من أجل بناء نظام شمولي يعودون من خلاله للسلطة. إن موقفنا من الدعوة للتفاوض لوضع نهاية لهذه الحرب صدحنا به من صيف العام الماضي بعد أن بلغت المأساة الإنسانية مداها، واستطاع الدعم السريع أن يوسّع دائرة الحرب إلى ولاية سنار والنيل الأزرق بعد ولاية الجزيرة، فتضاعف عدد النازحين واللاجئين. إن موقفنا من هذه الحرب العبثية تحكمه ثلاث اعتبارات: الأولى، عافية وسلامة الشعب؛ والثانية، الحفاظ على كيان الدولة؛ والثالثة، الحفاظ على المؤسسة العسكرية من مزيد من الانقسام نتيجة لهذه الحرب الأهلية، وحقن دماء منسوبيها. دولة الإمارات لديها دور مهم في المساهمة على وضع نهاية لهذه الحرب العبثية في السودان والمساهمة في تنمية موارد السودان وإعمار ما دمرته الحرب، لذلك العلاقة والحوار معها مهم ومطلوب، وهذا دورنا في حزب الأمة في قيادة الحركة السياسية. إننا في كيان الأنصار وحزب الأمة لدينا قاعدة جماهيرية عريضة وراسخة تقود ولا تنقاد ولا تتأثر بالحملات الساذجة المأجورة، ومواقفنا هذه أبلغنا بها القيادة العسكرية شفاهة وكتابة. لقد أبلغنا القيادة العسكرية برفضنا امتداد الحرب إلى غرب السودان، لأن ذلك سيقود إلى قتال مجتمعات وسوف يؤدي إلى مزيد من التمزق في النسيج الاجتماعي، وسوف ينعكس ذلك على المؤسسة العسكرية التي يقاتل أبناء هذه المناطق في صفوفها).
لم أكتب عن زيارة السيد مبارك للإمارات لأنني كنت أعتقد أنها (كانت) زيارة اجتماعية، أما وقد أخرجها السيد مبارك من سياقها الاجتماعي ووضع لها هدفًا سياسيًا (هدم الجدار الزائف الذي عُمد على صناعته جناح الكيزان الذي يقوده علي كرتي لهدم العلاقة مع دولة الإمارات الشقيقة)، عليه نكتب، وعلى ذلك يجب أن يعلم السيد مبارك أن الجدار بين السودانيين وحكام الإمارات وبالذات أولاد زايد، ليس جدارًا زائفًا. ملايين السودانيين الذين قتلوا وشُرّدوا ونهبت ممتلكاتهم واغتُصبت نساؤهم يرون في الإمارات عدوهم الأول. كل التقارير الدولية والأممية والصحفية أكدت ضلوع الإمارات في تسليح المليشيا. الأسلحة المضبوطة شملت أسلحة أمريكية وإماراتية وأوروبية، وجهتها كانت الإمارات، ووصلت لأيدي المليشيا لقتل السودانيين.
مبارك، وعن عمد، يتجاهل أن قيادات سياسية ومجتمعية ذات مصداقية أدانت الإمارات بسبب رعايتها للمليشيا، وأن أحزابًا سياسية كبيرة ومؤثرة ولها جماهيرها الواسعة وقفت علنًا وأدانت الإمارات وترى فيما تقوم به عدوانًا على السودان. مبارك يحصر أمر صناعة الجدار على عاتق (الكيزان)، ويتجاهل أن الإمارات هي من اعتدت على السودان وساندت المليشيا بالمال والسلاح وتجنيد المرتزقة من دول الجوار ومن كافة الأنحاء. وهناك أحزاب عارضت بشراسة نظام (الكيزان)، وكان لها القدح المعلى في إسقاطه في أبريل 2019م، ومنها على سبيل المثال لا الحصر (حزب البعث السوداني، والشيوعي، والاتحادي، والوطني الاتحادي، وتجمع الوسط والجمهوري، والكتلة الديمقراطية، وتحالف الحراك الوطني، وتنسيقية القوى الوطنية، تخطى، الإدارة الأهلية… إلخ). هذه الأحزاب وقفت وبكل حزم ضد العدوان الإماراتي، وما فعلته الإمارات بنا وببلادنا يعطي الحق لكل سوداني يتحلى بذرة من الوطنية أن يقف في وجه الإمارات مدافعًا عن بلاده، و(الكيزان) ليسوا استثناءً، يجب عليهم ما وجب على غيرهم.
هل انهد الجدار لمجرد وصول السيد مبارك للإمارات وملامسة قدميه قاعة كبار الزوار بمطار دبي؟ أم أن الهدم استوجب اجتماعات ولقاءات؟ ما يهمنا هو معرفة الخطوات والأساليب التي اتبعها السيد مبارك الفاضل في هدم الجدار الزائف، وهل نجح في هدم هذا الجدار الذي صنعه (الكيزان)؟ وعما إذا كان قد تعثر في الجدار (الزائف) الذي صنعته القوى الأخرى؟ ومع من من المسؤولين الإماراتيين تحدث السيد مبارك؟ ومتى كان ذلك؟ ولماذا لم يُعلن نتائج هدم الجدار للإعلام؟ وهل قدّم تنازلات، أم حقق مكاسب، وما هي؟ هل تم هدم الجدار؟
مبارك كان يمكن أن يستمتع بالزيارة الأسرية وألا (يكسر خاطر الأسرة) بإعلانه عن الهدف الحقيقي للزيارة وهو هدم الجدار الزائف، وأن المناسبة كان يمكن الاعتذار عنها، وأنه (انتهز) المناسبة لهدم الجدار.
بما أن السيد مبارك لن يعلن عما جرى مع الإماراتيين، ربما كان الأفضل حصر الحديث والزيارة في الجانب الأسري، وكل عام وأنتم بخير.
7 يونيو 2025م
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.