بروفايل – شبكة_الخبر رحل عن دنيانا في 20 مايو 2025 الأب الدكتور القمص فيلوثاوس فرج، كاهن كنيسة الشهيدين، وشيخ كهنة السودان، تاركاً خلفه سيرةً ناصعة لواحدٍ من أعظم رموز التنوير الديني والحوار الإنساني في البلاد.
ولد فيلوثاوس، واسمه المدني سمير فرج، في 4 مايو 1942. نهل من معين الروح والعلم، فتخرج من كلية اللاهوت القبطية بالقاهرة متفوقاً عام 1963، ثم جاء إلى السودان عام 1964، ليبدأ خدمة كهنوتية وروحية استمرت لأكثر من ستين عاماً.
رجل دين.. وعالم مجتمع
لم يكتفِ الأب فيلوثاوس بالعمل الكنسي، بل واصل تعليمه الأكاديمي، فحصل على الليسانس من كلية الآداب – جامعة القاهرة فرع الخرطوم، وكان أول دفعته. ثم نال الدكتوراه من جامعة جوبا في مقارنة عقائدية عنوانها: الملائكة الأخيار في المسيحية والإسلام.
رسول الحوار والتعايش
كرّس حياته لخدمة السلام والعيش المشترك، وشارك في عشرات المؤتمرات الدولية حول الحوار بين الأديان، ومثّل السودان في منابر فكرية بالعالم العربي وإفريقيا وآسيا. وكان أول رئيس لجمعية الحوار الديني في السودان، وسفيراً للسلام من قبل فدرالية السلام العالمية.
كاتب – ومؤلف – ومعلّم
كتب الأب فيلوثاوس أكثر من 2000 مقال صحفي في الصحف السودانية، وكان له أعمدة ثابتة، أبرزها: دعوة محبة، حديث الأحد، فكرة روحية، والسودانوية. وله أكثر من ثلاثين مؤلفاً من بينها:
المسيحية في عيون المسلمين
أقباط السودان (جزآن)
السودانوية
روحانية الروح والجسد
الواقفون على خط النار
النعمة امرأة
شمس الأمل
جامعة الحياة
خدمة عامة وتكريمات
شارك الأب فيلوثاوس في الحياة العامة، وانتُخب رئيساً لحَيّ الخرطوم غرب عام 1990، وكان عضواً في المجلس الوطني الانتقالي، وعضو مجلس إدارة عدد من الجامعات، ومحاضراً في جامعات الأحفاد، النيلين، جوبا، وكلية النيل للاهوت.
نال عشرات الجوائز والتكريمات من مؤسسات محلية ودولية، وتم ترشيحه لمجمع اللغة العربية تقديراً لسعة معرفته وأسلوبه المتفرد.
رحل الأب فيلوثاوس فرج، لكن صوته باقٍ في وجدان الوطن. سيرة عامرة بالمحبة، عابرة للحدود، باقية في ضمير كل من عرفه .
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.