ضربات فوق بورتسودان: هل تحلّق طائرات الدعم السريع بجناح خارجي؟

ترجمة ـ شبكة_الخبر ـ  في تحول نوعي وخطير بمسار الحرب السودانية، أثارت الضربات الجوية الدقيقة التي استهدفت مدينة بورتسودان، مؤخراً، صدمة في الأوساط السياسية والعسكرية، ليس فقط لأنها طالت المدينة التي توصف بآخر المعاقل الآمنة، بل لأنها كشفت امتلاك قوات الدعم السريع لتكنولوجيا متقدمة غير مسبوقة في تاريخ الصراع الداخلي بالبلاد.

حمدوك: لا يمكن تحقيق هذا التطور دون دعم خارجي قوي

قال رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، في حديثه لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، إن قدرة قوات الدعم السريع على الوصول إلى هذا المستوى من التقدم التقني “أمر لافت للنظر”، مشددًا على أن ذلك لم يكن ليحدث لولا “دعم خارجي قوي”.
وأضاف أن “التفوق الجوي الذي كانت تتمتع به القوات المسلحة تقلّص بصورة كبيرة”، محذرًا من أن “لا مكان آمنًا في البلاد الآن”، وهو ما وصفه بـ”سبب إضافي لوقف هذا الجنون”.

طائرات تضرب من بعيد.. من يوجهها؟

بحسب محللين عسكريين تحدثوا للصحيفة، فإن الضربات الأخيرة تشير إلى احتمالين:

إما أن قوات الدعم السريع اكتسبت بسرعة خبرات في تشغيل طائرات مسيرة متطورة

أو أن جهات خارجية تقوم بتشغيل تلك الطائرات أو تقدم الدعم الفني والتكتيكي اللازم لذلك.

اللافت، وفقاً للمصادر، أن تلك المسيّرات نفّذت ضربات دقيقة من مسافات بعيدة تتجاوز مدى التحكم اللاسلكي التقليدي، مما يعني أنها تستخدم أنظمة توجيه عبر الأقمار الصناعية، وهي تقنيات يصعب توافرها بدون بنية تحتية ودعم تقني متقدم.

الطائرات إماراتية المنشأ؟

ووفقاً للخبير في تكنولوجيا الطائرات دون طيار، ويم زويننبورغ، رئيس مشروع نزع السلاح في منظمة PAX الهولندية، فقد تم العثور في مناطق القتال بالسودان على مسيّرات مشابهة لنماذج تُعرض في معارض الأسلحة الخليجية، وخاصة تلك المصنعة في الإمارات.
هذا الربط يفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر تعقيداً، تتجاوز الصراع المحلي لتطال التوازنات الإقليمية ودور اللاعبين الدوليين في تغذية الحرب السودانية.

بورتسودان تحت النار.. ماذا بعد؟

لم يكن استهداف بورتسودان حدثًا عسكريًا فقط، بل رسالة سياسية ثقيلة، فالعاصمة البديلة التي اتخذتها الحكومة المركزية مقراً لها أصبحت الآن في مرمى نيران الطائرات المسيّرة.
ذلك يعزز الانطباع بأن قوات الدعم السريع تمتلك القدرة — أو الدعم — لتوسيع نطاق العمليات، واستهداف مناطق تعتبر “خطاً أحمر” في الحسابات الدبلوماسية الإقليمية والدولية.

حرب السودان تدخل عصر الطائرات الذكية 

إذا ما استمرت الضربات من هذا النوع، فإن السودان على أبواب حرب هجينة بكل ما تعنيه الكلمة: حرب تجمع بين الميليشيا والتكنولوجيا، وبين الصراع الداخلي والتدخل الخارجي، وبين الخراب على الأرض والدمار من السماء.

السؤال الذي بات يفرض نفسه على الجميع:
من يملك مفاتيح الطائرات التي تحلّق الآن في سماء السودان؟


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *