الخرطوم – شبكة_الخبر – كشف شريف محمد عثمان، الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني والقيادي في تحالف «صمود»، عن حراك إقليمي ودولي متسارع لإعادة إحياء منبر جدة التفاوضي بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، بعد شهور من الجمود.
وفي مقابلة بثّت مساء السبت عبر برنامج «الطريق 18» الذي يقدّمه الصحافي علي فارساب، قال عثمان إن معلوماته تشير إلى «مساعٍ جدية لإعادة الطرفين إلى طاولة التفاوض قريباً»، لكنه حذّر من تكرار سيناريوهات «السلام الهش» التي لم تُفضِ إلى استقرار دائم في البلاد.
وأضاف: «نجاح هذه الجهود مرهون بمدى توفر الإرادة السياسية لدى القيادة العسكرية للطرفين، وعلى القوى المدنية أن تضطلع بدور مباشر في دفع مسار التفاوض نحو تسوية حقيقية وشاملة».
و منبر جدة هو مبادرة تفاوضية انطلقت في مايو 2023 برعاية مشتركة من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، واستُضيفت جولاته في مدينة جدة، بهدف التوصل إلى وقف دائم للقتال بين الجيش والدعم السريع.
في بداياته، أفضى المنبر إلى توقيع إعلان مبادئ إنساني تضمّن وقف إطلاق نار مؤقت، حماية المدنيين، وتسهيل وصول المساعدات. لكن سرعان ما انهارت تلك التفاهمات بسبب عدم الالتزام من الطرفين، وتكرار الخروقات.
وفي ديسمبر 2023، أعلنت الوساطة السعودية-الأمريكية تعليق المفاوضات إلى أجل غير مسمى، إثر فشل الطرفين في اتخاذ خطوات لبناء الثقة، أبرزها انسحاب الدعم السريع من المرافق المدنية في العاصمة والولايات.
ورغم التعليق، ظل المنبر يحظى بشرعية تفاوضية دولية، إذ تتمسك الحكومة السودانية به كمنصة وحيدة، بينما تدعو قوات الدعم السريع إلى توسعته ليشمل المبادرات الإقليمية الأخرى.
بينما يترقب الشارع السوداني خطوات عملية لوقف الحرب، تبقى الأسئلة الحاسمة: هل يكتب لمنبر جدة ميلاد جديد يوقف نزيف الدماء؟ وهل تستطيع القوى المدنية كسر الجمود ودفع طرفي الحرب نحو اتفاق عادل ومستدام؟
المرحلة المقبلة ستُظهر ما إذا كانت هذه التحركات مجرد جولة جديدة من الوعود، أم بداية حقيقية لسلام يخرج السودان من النفق المظلم.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.