ياسر عركي يكتب : « الجزار » … صوت بشري ينافس تقنيات الآلات الموسيقية

منذ زمن، راهنت عبر تحليل نشرته في صحيفة الحقيقة أن محمد فيصل الجزار واحد من أبرز الفنانين الشباب في الأداء والتوزيع الموسيقي.

لم يكن رهاني عشوائيًا، بل استند إلى مؤشرات فنية واضحة تجلّت في تطريبه العذب، ودفء أدائه، وجرأته العالية في التنقل بين طبقات الصوت من الغليظ إلى الحاد مرورًا بالميدل، بسلاسة تحاكي احترافية عازف مدرَّب.

يمتلك محمد فيصل خامة صوتية دسمة، خاصة في “النوتات” التحتية، ويضيف إلى ذلك تحديثًا مستمرًا في توزيع أغنياته، ما يجعل أعماله لا تُمل، بل تحضر في الذاكرة بكل وضوح. يكفي أن نستمع إلى أغنيات مثل: مخنوق، يا غريب، باب الريد، الله معاك، السويتو إنت، طار الكلام، ناديت عليك، وثنائيته اللافتة مع الشاب أمير، أو أغنيته فتي وين مع حسين الصادق، وأنا حالتي وريتك، لنلمس حجم التجديد والإبداع.

تتجلى ثقته بقدراته الفنية في تحكمه البديع بالميدوليشن (التحويل اللحني)، إذ يجري الانتقالات بين السلالم الموسيقية بانسيابية ونعومة.

كما عكف على إعادة معالجة عدد من الأغنيات الخالدة، منها “كان بدري عليك” للراحل أحمد فرح، و”ملك الطيور” للراحل أحمد الجابري، التي قدمها دويتو مع الشاب أمير، مقدِّمًا رؤى جديدة دون أن يفسد روح الأصل.

ما يُحسب لمحمد فيصل أيضًا، وعيه المبكر بأهمية المعرفة الموسيقية؛ إذ بدأ بدراسة علم الموسيقى، وتعلم العزف على البيانو، واهتم بهندسة الصوت، فبدأ مشروعه الفني من القاعدة الصحيحة. ومنذ ذلك الحين، بات يقضي ساعات طويلة في التمرين، باحثًا في تفاصيل السلالم الموسيقية، ومتقنًا لعلم الانتقالات اللحنيّة، حتى أصبح يُحسب له زمنه الخاص الذي ينسى فيه كل شيء عدا الموسيقى.

 


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *