«محمد الجزار» .. حين تعزف الروح على أوتار الدهشة

منوعات ـ شبكة- الخبر ـ  في فضاء الأغنية السودانية، حيث تتعدد الأصوات وتتنوع المدارس، يبرز اسم محمد الجزار كعلامة فارقة تجمع بين العمق العاطفي والجرأة الموسيقية. فنان تتجاوز تجربته حدود الألحان لتلامس التجريب الجمالي، حيث ينصت للموسيقى بقلب الشاعر ويشكّلها بوعي المهندس، ليمنح المستمعين صوتًا مشحونًا بالحنين ومغمورًا بالتجدد.

النشأة والبدايات

وُلد محمد فيصل الجزار في العاصمة السودانية الخرطوم، وبدأت ملامح شغفه بالموسيقى تتجلى منذ سن الثانية عشرة. لم تكن موهبته الفطرية سوى بداية مسار طويل من البحث والتجريب، قاده لاحقًا إلى القاهرة لدراسة هندسة الصوت والتوزيع الموسيقي، حيث صقل أدواته واكتشف أبعادًا جديدة في التعبير الفني.

المسيرة الفنية

دخل الجزار عالم الفن في العام 1993، وانطلقت تجربته الغنائية الأولى في 2000، ليقدم عبرها مشروعًا موسيقيًا يراوح بين الحس الإنساني العميق والابتكار في القوالب الموسيقية. ومنذ ذلك الحين، ظلّ يطوّر صوته ويعيد رسم ملامح أغنيته الخاصة، بعيدًا عن الصيغ المكرورة.

الأسلوب الفني

تميّز الجزار بأسلوب موسيقي يفيض رومانسية وهدوءًا، مزج فيه بين الروح الشرقية والإيحاءات الغربية والهندية، مع عناية بالغة بالتفاصيل مثل الهارموني والزخارف الصوتية. هو فنان يرى في الصوت مادة حية قابلة للتشكيل، وفي التوزيع نافذة لإعادة خلق الإحساس.

أعماله البارزة

قدّم محمد الجزار عددًا من الأغاني التي رسّخت حضوره في ذاكرة المستمع السوداني والعربي، من بينها :

يا غريب الله معاك

أشوفك

أرحل

السويتو أنت

طار الكلام

ناديت عليك

كان بدري عليك

كما جمعته أعمال مشتركة بعدد من الفنانين الشباب، أبرزهم: محمود عبد العزيز:.طه سليمان، معتز صباحي، وأحمد وحسين الصادق، في تجارب حملت أفقًا جديدًا للأغنية الحديثة.

الحياة الشخصية وما وراء الفن

في حياته الشخصية، تزوج الجزار من الشاعرة عهد عبد الله، وشكّلا ثنائيًا فنيًا أثمر عن أعمال ذات طابع وجداني خاص. خارج فضاء الفن، يُعرف بحبّه الكبير لنادي الهلال السوداني، ويُروى أن لقب “الجزار” ارتبط بأسلوبه القوي في لعب كرة القدم، في مفارقة تجمع بين اللقب الحاد والروح الرقيقة التي تطبع فنه.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *