(223,641) عائدًا من مصر .. وطن ينادي وأمل لا ينكسر!  

أسوان – شبكة_الخبر – في زمنٍ تتكالب فيه الحروب على الأوطان، وتُطفئ الدمار شموع المدن، يعلو صوت واحد لا يمكن تجاهله: صوت الوطن ينادي أبناءه. وعلى الرغم من الجراح المفتوحة، والمصير المجهول، اختار 223,641 سودانيًا أن يعودوا من مصر إلى بلادهم، طوعًا، حاملين في قلوبهم أملًا لا ينكسر.

منذ بداية عام 2024 وحتى العاشر من مايو الحالي، سجّلت السلطات السودانية هذا الرقم اللافت للعائدين عبر العودة الطوعية، حسب ما كشفه السفير عبدالقادر عبدالله، القنصل العام بأسوان، في مؤتمر صحفي عُقد عبر الشبكة الإلكترونية مساء الإثنين، بحضور إعلاميين من البلدين.

القرار الأصعب… والعودة الأجرأ

ليست العودة إلى بلد مثقل بالحرب قرارًا عاديًا، بل مغامرة إنسانية مؤلمة ومُلهمة في آنٍ معًا. كثير من العائدين تركوا وراءهم خيام الأمان المؤقت، ليواجهوا واقعًا مليئًا بالتحديات، لكنهم فضّلوا أن يكونوا جزءًا من الحل، لا شهودًا على المأساة.

مصر… بوابة الرحمة والعبور

في كلمته، وجّه السفير عبدالقادر شكرًا عميقًا لمصر – حكومة وشعبًا – على احتضانها لمئات الآلاف من السودانيين خلال عامي الحرب، مؤكدًا أن الجهود المصرية لا تزال تتواصل في تقديم الرعاية والمساندة للنازحين.

الوطن ينتظر… والعائدون لا ينتظرون شيئًا سوى الكرامة

وبينما أكد السفير أن الوضع الغذائي في السودان “مطمئن”، أشار إلى أن الحكومة تعمل جاهدة – بدعم دولي – لإعادة خدمات الكهرباء والمياه والرعاية الصحية في المناطق الآمنة. لكنّ التحديات باقية، والإجابة عن سؤال “هل الوطن جاهز لاستقبالهم؟” لا تزال قيد التجربة اليومية.

العودة لم تكن نهاية الرحلة، بل بدايتها..

فـ 223,641 إنسانًا عادوا حاملين معهم الحنين، والخوف، والرجاء. بعضهم لا يعرف إن كانت قريته لا تزال قائمة، وآخرون لا يملكون شيئًا سوى خريطة الذاكرة. لكن في عيون الجميع… توهج وطن لم يُهزم بعد.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *