نيويورك ـ شبكة_الخبر ـ في وقت ينشغل فيه السودان بجراحه الداخلية، وتُصارع جوبا أزماتها السياسية، عادت منطقة أبيي المتنازع عليها إلى الواجهة من جديد، تُلوّح بأفق مواجهة خطيرة قد تعصف بما تبقى من السلام الهش بين الدولتين.
كشف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تقرير خطير رفعه إلى مجلس الأمن، عن تزايد مقلق في انتشار قوات من جنوب السودان وقوات الدعم السريع السودانية داخل أبيي، في خرق واضح لاتفاق الترتيبات الأمنية المؤقتة الموقع عام 2011.
وبحسب ما أورد موقع “سودان تربيون”، فإن أكثر من 600 مقاتل ينتشرون حالياً في الجزء الجنوبي من المنطقة، في ظل احتجاجات متكررة من بعثة “يونيسفا”، التي بدا أنها تُراقب الموقف بحذر، عاجزة عن كبح التصعيد.
“أبيي على حافة الاشتعال”، هكذا وصف دبلوماسي غربي الوضع المتفجّر، مضيفاً: “أي رصاصة طائشة قد تفتح الباب أمام اشتباك إقليمي، لا أحد يريده، لكن الجميع يتهيّب وقوعه.”
جذور الصراع… وجذوة تتجدد
منطقة أبيي، الغنية بالنفط والمرتبطة وجدانياً بقبائل المسيرية ودينكا نقوك، ظلت منذ توقيع اتفاقية نيفاشا 2005 عنواناً للتوتر، وظلت وضعيتها النهائية مُعلّقة رغم انفصال جنوب السودان في 2011.
ورغم الاتفاق الذي قضى بإخلاء المنطقة من القوات النظامية، وإنشاء إدارة مشتركة، لم يُنجز استفتاء تقرير المصير، وبقيت أبيي ساحةً للفراغ الأمني والسياسي.
في الخلفية، تكمن الحسابات القبلية والموارد النفطية كوقود جاهز لأي تصعيد. واليوم، وبينما تتزاحم الأزمات في الخرطوم وجوبا، يجد اللاعبون العسكريون في أبيي ساحة مفتوحة لإرسال الرسائل… أو استعراض القوة.
قلق أممي وتحذير دولي
في تقريره، دعا غوتيريش إلى “ضبط النفس الفوري والانسحاب غير المشروط لجميع القوات غير المصرح بها”، محذراً من أن “تكرار الانتهاكات يعرض حياة المدنيين للخطر ويقوّض مهمة يونيسفا”.
لكن، ما بين النداءات الأممية والتكتيكات الميدانية، تظل أبيي رهينة لمعادلات أكبر من رقعة جغرافية… معادلات قد تُشعل المنطقة مجدداً.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.