«الفاشر».. أفراح العائدين من الخنادق : ومضات حياة وسط ليل الحرب الطويل

الفاشر- شبكة- الخبر في مدينة تعانق الألم وتصارع الجراح كل يوم، وتقاوم حصارًا قاسيًا فُرض عليها منذ شهور، ما تزال الفاشر قادرة على أن تبثّ الحياة في أوصالها، وأن تنسج من لحظات الفرح سلاحًا آخر في مواجهة القبح والموت.

قد يتخيّل من لا يعرف تضاريس الفاشر أن المدينة قد تحوّلت إلى أطلال، وأنها أصبحت بلا نبض، تحكمها البنادق وتطوّقها الميليشيات وتغتال فيها أبسط أشكال الحياة. لكن الحقيقة التي لا تنقلها كاميرات الأخبار ولا تُدوِّنها بيانات المنظمات، أن الفاشر ما تزال تنبض بالحياة، وتخلق من داخل المأساة مساحات صغيرة للفرح تقاوم بها الانكسار.

في قلب هذا الحصار الخانق، وبرغم الرصاص الذي لا يتوقّف، والدموع التي لم تجف، خرجت الليلة الفاشر بابتسامة نادرة، تزفّ أحد أبنائها من حي امتداد التيجانية والتضامن، الفارس أحمد آدم (نجلد)، الذي لبس ثوب العرس وسط أهله ورفاقه، ووسط أناشيد الفرح التي صدحت بها الحناجر المتعبة من طول الحرب. لم تمنعهم المتاريس ولا أصوات الانفجارات من الاحتفاء بالحياة، فاختاروا أن يوقفوا الزمن قليلاً، ليحتفلوا بعُرس صديقهم، ثم يعودوا إلى الخنادق من جديد.

هؤلاء الشباب، الذين يعيشون تحت وابل النار والحصار، ليسوا فقط مقاتلين في ميادين الصمود، بل هم أيضًا حُماة للحياة، يُدافعون عنها بالحب كما يُدافعون عنها بالسلاح.

مبروك للعريس أحمد آدم (نجلد)، ولرفاقه الأوفياء الذين شاركوه لحظة الفرح:


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *