● قرار مفاجئ من القيادة العسكرية يُنذر بتحوّلات في مشهد الحرب بعد “انفلات الكتائب”
● كباشي يُحذّر من “قوات غير منضبطة”.. وكتائب تُنشئ معتقلات داخل الأحياء
● الشرطة غائبة بنسبة 85%.. والفراغ الأمني يفتح شهية الجماعات المسلحة للتمدد
الخرطوم ـ شبكة الخبر كشفت مصادر عسكرية موثوقة لـ”سودان تربيون”، أن الجيش السوداني قرّر وقف تزويد الكتائب والجماعات المسلحة المتحالفة معه بالسلاح منذ مطلع مايو الحالي، مع الشروع في مراجعة شاملة لإجراءات التجنيد.
ويأتي هذا التطور بعد اتهامات متصاعدة للجماعات، خاصة الكتائب التابعة للحركة الإسلامية مثل “البراء بن مالك” و”البنيان المرصوص”، بتجاوز تعليمات القيادة العسكرية، وارتكاب انتهاكات ضد المدنيين في الأحياء التي استعادها الجيش من قوات الدعم السريع.
وقالت المصادر إن القرار يشمل وقف الإمداد بالسلاح بشكل كامل، مع الاكتفاء بتوفير الذخائر في الوقت الراهن، إلى حين الانتهاء من مراجعة الترتيبات العسكرية الخاصة بهذه الجماعات.
تمرد على القيادة.. وتأسيس أجهزة أمنية موازية
وأوضحت المصادر أن الكتائب المتحالفة بدأت باتخاذ خطوات منفردة على الأرض، دون تنسيق مع قيادة الجيش، وأقامت نقاط تفتيش و”مراكز احتجاز” داخل الأحياء السكنية، ما دفع المواطنين لتقديم شكاوى رسمية حول الاعتقالات التعسفية والتعذيب وحتى القتل.
هيئة الاستخبارات العسكرية رفضت، في تقرير رسمي، محاولات بعض الكتائب تشكيل أجهزة أمنية موازية تتولى مهام الاعتقال والتحقيق، وهو ما وصفته بأنه يمثل تهديداً خطيراً لـ”وحدة القرار والسيطرة”.
كباشي يدق ناقوس الخطر: أبعدوا الجماعات من المدن
وفي تصريح لافت في 3 مايو الجاري، حذّر عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول شمس الدين كباشي من “خطورة انتشار السلاح” وطالب بـإبعاد القوات غير النظامية من المدن المحررة، مشيراً إلى سلوكيات غير منضبطة تهدد أمن المدنيين وتضعف من هيبة الدولة.
قائد كتيبة البراء يتحدّى: لن نُقدّم “نمرة عسكرية” لأحد
وفي موقف وُصف بأنه تحدٍّ غير مباشر لتصريحات كباشي، قال قائد كتيبة البراء بن مالك إن قواته لا تحتاج “نمرة عسكرية”، في ما بدا أنه تلميح برغبة الكتائب في الاعتراف الرسمي بها أو دمجها مستقبلاً داخل الجيش.
ضعف الشرطة.. والفراغ الأمني يغذي التمدد الميليشياوي
التقارير تشير إلى أن الشرطة تعمل بنسبة لا تتجاوز 15% في المناطق التي استعادها الجيش، ما أتاح للكتائب المسلحة أن تملأ الفراغ الأمني وتفرض سطوتها على المدنيين. هذا الغياب، بحسب مراقبين، يُمهّد لتحوّلات خطيرة في طبيعة السيطرة داخل المدن ويهدد بخلق سلطات متوازية.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.