هجوم بالطائرات المسيّرة على بورتسودان: هل بدأت الحرب تطرق أبواب الشرق؟

تحليل سياسي وعسكري : شبكة_الخبر ـ في تطور نوعي على صعيد العمليات العسكرية في السودان، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية، العميد نبيل عبد الله، أن “العدو” نفّذ صباح الأحد هجوماً بطائرات مسيّرة انتحارية استهدف قاعدة عثمان دقنة الجوية بمدينة بورتسودان، إضافة إلى مستودع للبضائع وعدد من المنشآت المدنية بمطار بورتسودان .

وأكد عبد الله أن الدفاعات الأرضية تصدت للهجوم وتمكنت من إسقاط عدد من المسيّرات، بينما أصابت أخرى مخزن ذخيرة داخل القاعدة، متسببة في انفجارات متفرقة دون وقوع خسائر في الأرواح.

بورتسودان.. المدينة التي كانت آمنة

تحولت بورتسودان، منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، إلى مقر بديل للسلطة الانتقالية بقيادة الجيش. تمركزت فيها قيادات القوات المسلحة، ومؤسسات الدولة، وعدد من البعثات الدبلوماسية، ما جعلها رمزاً لـ”الشرعية” في مقابل العاصمة الخرطوم التي  ،لكن هجوم اليوم يشير إلى أن المدينة لم تعد بمنأى عن نار الحرب المتنقلة.

المسيّرات الانتحارية.. سلاح وورقة تفوق تكتيكي

يشير استخدام الطائرات المسيّرة إلى مرحلة متقدمة في تطور المواجهة. فالمسيّرات – سواء كانت من طرازات تجارية معدّلة أو من نماذج عسكرية متطورة – أصبحت سلاحاً أساسياً في حروب العصابات والمدن، لما توفره من دقة في الاستهداف وكلفة منخفضة مقارنة بالطائرات التقليدية.

 في السياق السوداني، تشير مصادر إلى أن بعض المسيّرات التي استخدمتها قوات الدعم السريع في معارك الخرطوم كانت معدلة محلياً، أو موردة عبر قنوات إقليمية غير معلنة، وهو ما يُثير تساؤلات حول الجهة التي نفّذت الهجوم الأخير، والتقنية التي استخدمتها.

الرسائل السياسية والعسكرية للهجوم

يمثل استهداف قاعدة عثمان دقنة تحولاً نوعياً له دلالات متعددة:

  1. اختراق جبهة الشرق: وهو ما يعني أن قدرة الجيش على تأمين مناطقه الخلفية قد تكون موضع اختبار في المرحلة المقبلة.
  1. ضرب رمزية بورتسودان: المدينة ليست مجرد ميناء، بل باتت رمزاً للحكومة السودانيةومقر قيادة الدولة، واستهدافها رسالة سياسية وعسكرية في آن.
  1. رفع مستوى الحرب النفسية: من خلال إيصال رسالة بأن “لا مكان آمناً” للسلطة القائمة، ما قد يؤثر على الروح المعنوية للقيادات والمجتمع المدني.

الأثر الاستراتيجي المحتمل

على المدى القريب، قد يدفع الهجوم الجيش لتكثيف إجراءات التأمين في الشرق، وقد يوجه اهتماماً أكبر لتقنيات الدفاع الجوي، التي ظلّت نقطة ضعف واضحة خلال الحرب. أما على المدى البعيد، فإن تكرار مثل هذه الضربات قد يزعزع الثقة في قدرة الحكومة على حماية آخر معاقلها، ويدفع الحلفاء الإقليميين والدوليين لإعادة حساباتهم بشأن مستقبل الأزمة.

 الهجوم على بورتسودان من قبل قوات الدعم السريع لا يمكن النظر إليه كحدث معزول. إنه جزء من استراتيجية جديدة تقوم على توسيع رقعة الاشتباك وتصدير المعركة إلى المناطق التي ظلت خارج مرمى النيران. في ظل هشاشة الوضع الإنساني والسياسي، يبقى السؤال الأهم: هل بدأ الشرق في التحول من منطقة دعم إلى ساحة مواجهة؟


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *