حديث المدينة الخميس 1 مايو 2025
قبل أن يصدر مساء أمس الأول بيان رسمي بتعيين السفير دفع الله الحاج رئيسا للوزراء “مكلفا”.. تناقلت وسائط التواصل الاجتماعي الخبر.. وفي الحال انهمرت ردود الأفعال من مختلف المستويات الجماهيرية.. هل دفع الله “كوز”؟ .
كلمة “كوز” سادت في القاموس السياسي خلال العشرية الختامية للإنقاذ قبل سقوطها.. تستخدم في مقام الذم.. دون حاجة لمواصفات محددة.. فرغم أن المعني بها هم منسوبي حزب المؤتمر الوطني و الحركة الإسلامية.. لكنها تحتمل أن يندرج تحتها أي شخص حتى ولو كان “لا” دينيا.. فالفكرة الأساسية أنها توصيف للفساد عندما يرتبط بانتماء سياسي للنظام السابق.
و بعد ثورة ديسمبر توسع استخدام العبارة لتشمل كل من له “رأي آخر”.. ثم تطور الأمر أكثر وتحولت إلى كلمة زجر.. في سياق أي سجال سياسي.. لتضع الطرف المقابل في موقع الدفاع.. وبدلا من النقاش حول القضية يتحول إلى مرافعة دفاع لنفي العلاقة مع “الكيزان”.
نعود لرئيس الوزراء الجديد “المُكَلف”… هل هو “كوز”؟
طرح السؤال يدلل على مستوى الاستنارة المتواضع للسائل.. مقبول أن يأتي من الذين ليس لديهم معرفة بالسياق السياسي عموما.. أو الذين تعوزهم المعلومات والفهم السياسي.. و هم مجموعات كثيرة تحاول أن “تواكب” و تجادل كما يفعل المستنيرون من باب “أن التشبه بالرجال فلاح”..ان لم تكن مستنيرا فتحدث كأنك هو…. لشح ما يملكون من أدوات ومقومات الحوار والنقاش المستنير فهم يكتفون بحفظ المصطلحات المتداولة و يزينون حديثهم بها..
دفع الله .. هل هو “كوز”؟
من الذي يجدر أن يجيب على السؤال.. الرجل المعني به .. السفير دفع الله؟ أم الجهة التي اختارته؟ أم المؤسسة التي ينتمي اليها وزارة الخارجية والتي عمل فيها عمره المهني؟
مع الوضع في الاعتبار الحاجة لتحديد ماهي المعايير التي حددت الإجابة.. اثباتا أو نفيا.
باختصار.. ما أريد قوله أن مسرح العبث السوداني بلا حدود.. يحول المشهد العام كله إلى ملهاة لا تعتد بما هو جدير للنظر.. و تنزل بمستوى المراقبة والمتابعة الجماهيرية الى درك أسفل..يفسد معايير المشاركة الشعبية في صناعة القرار والسياسات العامة.
ليس مهما إيجاد إجابة لمثل هذا السؤال.. لكن الأهم أن يتسامى المشهد السياسي إلى مستويات أعلى من المناظرة والمنافسة والجرح والتعديل.. أن تكون السيرة المهنية على طاولة التشريح.. و النظر بأشعة مقطعية للعقل ومنهج التفكير.. بدلا من “هل هو كوز”.. التي يستطيع أن يقولها – بملء فيه- من لم يتعلم في حياته حرفا..
بكل أسف.. الراهن السياسي يستوي فيه الذين يعلمون والذين لا يعلمون..وتلك مصيبة..
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.