حديث المدينة الأحد 27 أبريل 2025
بعد زيارة السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لمدينة الدندر .. كتبت تغريدة في “الفيسبوك” منتقدا بثلاث كلمات هي (تكريم الانحطاط اللفظي),, والمعنى واضح دون حاجة لاجترار التوضيحات.. في الحال هبت عواصف من البعض الذين يعملون بمبدأ (قلناها نعم.. وألف نعم.. ليك يا القائد الملهم.. ).
وشاء الله أن يعود الرئيس البرهان أمس في لفتة ذكية وبعبارات دبلوماسية و يراجع ما حدث في زيارة الدندر دون أن يجرح خاطر أحد..
و قال ( ما عاوزين الناس صدرهم يضيق.. ويبقوا زي أخونا حماد..) .. وبكل يقين يرفع من منزلة الرئيس البرهان أن يتسع صدره للرأي الآخر.. ويستمع للنصيحة ويقدر المسلك المناسب لتصحيح الوضع.
مثل هذا المسلك يتطلب شجاعة ليس بأقل من شجاعة الاقدام في الوغى.. فكثرة الذين يدقون طبول التمجيد والمدح والثناء مهما كان الأمر ..تصم آذان المسؤولين وتغلق قلوبهم وتمنعهم من رؤية الطريق الصحيح.. و تجارب البشر محتشدة بمآلات الحكام الذين لا يسمعون الا ما يحبون .. فتلتف حولهم أوركسترا النفاق التي تمنحهم حق أن لا يروا المزالق في الطريق..
الحاكم الذي ينظر بعيون شعبه..
ويسمع بآذان مواطنيه.. يرى ويسمع ما لا يراه أو يسمعه المنغلق على نفسه.. و من المؤسف ان يكون الحاكم راغبا في سماع النصيحة.. و قارعو الطبول يحاولون بضجيج طبلهم صده عن ذلك.
بكل تأكيد عبارات الرئيس البرهان الدبلوماسية ترسى “أدب المراجعة” الذي يمنح القيادة مزيدا من القدرة على استبصار الطريق السليم..
من العبارات الشهيرة لقيادات انقلاب نميري في سنواته الأولى.. مقولة (الثورة تراجع ولا تتراجع).. والمعنى واضح يرسم المسافة بين التراجع في المواقف.. ومراجعة الأخطاء..
صحيح ليس مطلوبا التراجع عن المبادئ خاصة عند المحكات التي تختبر الصبر والصمود.. لكن مراجعة القرارات والمسلك عموما، أمر لا يقدر عليه إلا ذو عزم عظيم..
من الحكمة ان نعين المسؤول في أي مستوى بالنصيحة الصادقة.. لا التطبيل والتضليل..
البرهان قدم درسا بليغا.. لمن ألقى السمع وهو شهيد..
نقلا عن – صحيفة التيار
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.