القاهرة ـ شبكة_الخبر ـ في خطوة تحمل رسائل سياسية وإقليمية بالغة الدلالة، يستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد غد الاثنين قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، في زيارة رسمية إلى القاهرة، بحسب ما أكدت مصادر مصرية رفيعة لـ”العربي الجديد”.
وبحسب المصادر، تعقد جلسة مباحثات موسعة بين الجانبين في قصر الاتحادية، يعقبها مؤتمر صحافي مشترك يُنتظر أن يبعث برسائل واضحة حول دعم مصر لوحدة السودان ومؤسساته، وسط تصاعد الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، وما ترتب عليها من كارثة إنسانية شردت ملايين المدنيين.
مباحثات تتخطى الأزمة السودانية
وفقاً للمصادر، لا تقتصر أجندة المباحثات على الملف السوداني، بل تشمل أيضاً تطورات الأوضاع الإقليمية، خاصة في ليبيا ومنطقة البحر الأحمر، في ظل تنسيق أمني وثيق بين القاهرة والخرطوم حول قضايا الأمن القومي المشترك.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن القاهرة تنظر إلى الأزمة السودانية باعتبارها تهديداً مباشراً لاستقرارها، مشيرة إلى أن السيسي سيجدد خلال اللقاء دعمه لـ”أي مسار يؤدي إلى حل شامل ومستدام للأزمة، يحافظ على وحدة السودان ومؤسساته الوطنية”.
دعم سياسي واضح للبرهان
قراءة في خلفيات الزيارة تشير إلى أن مصر تمضي في تعزيز دعمها السياسي والعسكري للبرهان، الذي بات يواجه ضغوطاً متزايدة ميدانياً ودبلوماسياً. ويأتي استقبال البرهان في القصر الرئاسي، وبحضور رسمي رفيع، كتأكيد علني على شرعيته، ورسالة موجهة للقوى الدولية والإقليمية المتداخلة في الملف السوداني.
وتقول مصادر مطلعة إن القاهرة تعارض أي ترتيبات انتقالية تُفرض على السودان من الخارج دون دور واضح للمؤسسة العسكرية، خشية من تكرار سيناريوهات الفوضى أو صعود تيارات مناوئة لحلفائها التقليديين.
سياق إقليمي مضطرب
الزيارة تأتي في وقت يزداد فيه التنافس الإقليمي والدولي على النفوذ في السودان، مع تصاعد أدوار قوى مثل الإمارات والسعودية وإثيوبيا، فضلاً عن التدخلات الغربية الساعية للدفع بمسار سياسي جديد. وتسعى مصر إلى التأكيد على أنها لاعب رئيسي لا يمكن تجاوزه في معادلة الحلول السودانية.
من جهة أخرى، تلعب القاهرة دوراً إنسانياً بارزاً في استضافة اللاجئين السودانيين الذين فروا من مناطق النزاع، وقد تستخدم هذا الدور لتعزيز موقفها الدبلوماسي في المحافل الدولية.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.