الخرطوم ـ شبكة_الخبرـ في واقعة صادمة تعكس فداحة الخسائر التي طالت مقدرات الدولة السودانية خلال النزاع المسلح، اتهمت الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية – الذراع الفني لوزارة المعادن – مليشيا الدعم السريع بتنفيذ عملية نهب مٌمنهجة استهدفت متحف الظواهر الطبيعية في السودان، وسرقة نيازك نادرة وأشجار متحجرة، إلى جانب تدمير أحد أهم متاحف العرض الجيولوجي في البلاد.
أهمية علمية عالمية
وقالت الهيئة في بيان صحفي صادر الخميس، إن النيازك التي تم نهبها من المتحف تتضمن قطعاً ذات أهمية علمية عالمية، أبرزها نيزك “أم الحرائر” الذي سقط في شمال دارفور عام 2012 ويزن 75 كيلوغراماً، ونيزك “الحريق” من شمال كردفان (2011) بوزن 2.9 كيلوغرام، ونيزك “الصنقير” الذي عُثر عليه غرب مدينة أبو حمد في صحراء بيوضة ويزن طناً كاملاً (1010 كيلوغرام)، ويتكون من الحديد والنيكل. كما شملت المسروقات نيازك “العباسية” بجنوب كردفان و”التبون” بولاية النيل الأبيض.
وأوضحت الهيئة أن سرقة هذه العينات النادرة لم تكن عشوائية، بل تمت بتخطيط محكم وترحيل منظم، إذ يتطلب رفع بعضها استخدام آليات ثقيلة، ما يدل على معرفة مسبقة بأهمية تلك المعروضات وطرق نقلها.
وأضافت الهيئة أن “قيمة هذه النيازك ليست مادية فقط، بل تكمن في الفوائد العلمية التي تقدمها لأبحاث علوم الأرض والفضاء، وقد خُصص لها متحفٌ متخصص أُتيح للطلاب والباحثين والمهتمين لسنوات طويلة”.
وفي مشهد آخر من فصول التدمير، كشفت الهيئة عن تدمير متحف الشيخ محمد عبد الرحمن – أحد أعرق متاحفها – الذي كان يحتوي على مئات العينات المعدنية والصخرية النادرة التي تم جمعها عبر بعثات حقلية منذ عقود.
عمل اجرامي وسلوك انتقامي
بينما وصفت الهيئة هذه الأفعال بـ”العمل الإجرامي والسلوك الانتقامي الممنهج ضد مؤسسات الدولة”، باشرت لجنة حصر وتصنيف موجودات الهيئة عمليات إنقاذ ما يمكن إنقاذه من صالة العرض المدمرة، حيث بدأ فريق جيولوجي بجمع ما تبقى من العينات من تحت الركام.
وتعد صالة الدكتور الشيخ محمد عبد الرحمن من أكبر المتاحف الجيولوجية في السودان، وكانت تضم مواد تعليمية وعلمية تُعد مرجعاً نادراً في علوم الأرض.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.