البرهان يلتقي مبعوثة بريطانية رفيعة

بورنسودان ـ شبكة_الخبر ـ التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان ، الخميس، مديرة الشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية البريطانية السيدة كيت فوستر، بحضور وكيل وزارة الخارجية السفير حسين الأمين.

يدخل السودان عامه الثالث في صراع دموي لا تُرى نهايته، حيث يعاني الشعب من عنف مروع ومعاناة إنسانية طاحنة، في أزمة إنسانية يصفها كثيرون بأنها الأسوأ في القرن الحادي والعشرين.

وفي محاولة لإنهاء هذا النزاع، استضافت العاصمة البريطانية لندن مؤتمراً دولياً الثلاثاء الماضي، جمع ممثلين عنها وعن فرنسا وألمانيا والاتحادين الأوروبي والأفريقي، بالإضافة إلى وزراء من 14 دولة ومندوبين عن الأمم المتحدة والجامعة العربية

وأوضح وكيل وزارة الخارجية، في تصريح صحفي، أن السيدة فوستر قدمت تنويرًا لرئيس مجلس السيادة حول مؤتمر لندن الوزاري الذي عقد بشأن السودان وما تمخض عنه.

وأضاف السفير أن السيدة كيت أشارت، خلال التنوير الذي قدمته، إلى أن مؤتمر لندن شهد إجماعًا واسعًا حول عدد كبير من النقاط والفقرات الواردة في مشروع البيان الذي كان من المفترض أن يصدر عن المؤتمر، وزاد قائلا ” لم يحدث توافق في عدد من النقاط الأخرى وأهمها الفقرة الخاصة بالحرص على حماية مؤسسات الدولة السودانية من الانهيار، مبينا أن هناك دولة واحدة اعترضت على هذه الفقرة، الأمر الذي أدى إلى عدم التوافق وأن لا يصدر بيان عن المؤتمر .

وقال وكيل الخارجية إن البرهان  أعرب عن شكره للسيدة  كيت فوستر على التنوير، مشيدًا بجهود بريطانيا وحرصها على دعم السودان وسيادته، وسلامة أراضيه، وأن يخرج المؤتمر بتوافق إيجابي.

وأشار السفير حسين، بحسب تعميم صادر عن اعلام مجلس السيادة  السوداني إلى أن التنوير الذي قدمته السيدة كيت كشف عن حرص المشاركين في المؤتمر على وحدة السودان، ورفض التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية، والدعوة إلى التوقف عن دعم وإمداد المليشيا المتمردة بالسلاح وغيره.

وقال وكيل الخارجية إن الجانبين اتفقا على مواصلة الحوار بين السودان وبريطانيا، سعيًا إلى التوصل إلى رؤية مشتركة تسهم في إيجاد مخرج للأزمة التي تمر بها البلاد.

مخرجات مؤتمر لندن

من جانبها، أوضحت كيت  أن مؤتمر لندن عُقد برئاسة وزير الخارجية البريطاني، وبمشاركة عشرين دولة ومنظمة إقليمية ودولية. وأضافت أنها جاءت إلى السودان بتكليف من وزير الخارجية البريطاني، لتقديم تنوير للسيد رئيس مجلس السيادة حول مخرجات مؤتمر لندن.

وأوضحت أن المشاركين في المؤتمر أبدوا حرصهم الكامل على دعم السودان وشعبه في هذه المرحلة الدقيقة، مشيرة إلى أن مؤتمر لندن يمثل جزءًا من مسار طويل ومستمر بشأن السودان، يشمل الاتحاد الإفريقي، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا.

وقالت كيت، إن البيان الصادر عن المشاركين أكد مواصلة العمل في هذا المسار، والتشديد على حماية سيادة ووحدة أراضي السودان، ورفض أي محاولات لتقسيم السودان، والدعوة إلى وقف إطلاق النار ، وضرورة إطلاق حوار وطني شامل يضم جميع مكونات الشعب السوداني، يهدف إلى معالجة الأزمات، ووقف التدخلات الخارجية في الشأن السوداني، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتأثرين، وحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني،

وقالت مديرة الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية البريطانية، إن المؤتمر أدان اعمال العنف والانتهاكات والجرائم التي شهدتها بعض المناطق، إلى جانب استهداف المنشآت المدنية والخدمية، مشيرة إلى أن المؤتمر أقر تخصيص مبلغ 800 مليون جنيه إسترليني من الشركاء، سيتم توجيهه كمساعدات إنسانية للسودان.

مؤتمر من دون بيان… وانقسام دولي

وفشل المشاركون  في موتمر لندن في الاتفاق على بيان موحد، ما دفع الجهات المنظمة (بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي) إلى إصدار بيان منفرد يعبر عن موقفهم. وقد وصف وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، الحرب بأنها «وحشية»،.

ودعا إلى وقفها فوراً. كما تضمن البيان دعماً للحلول السلمية، ورفضاً للتدخلات الخارجية التي تغذي الصراع، مع التأكيد على ضرورة انتقال السودان إلى حكومة مدنية منتخبة، واسعة التمثيل، يقررها الشعب السوداني، لا أطراف خارجية. كما رفض البيان أي محاولات لتقسيم السودان أو تشكيل حكومات موازية.

ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن بعض المحللين وصف المؤتمر بـ«الانتكاسة الدبلوماسية»، خصوصاً بعد عدم تحقيق أي تقدم ملموس نحو وقف إطلاق النار. ومع ذلك، رأى آخرون أن مجرد عقد المؤتمر يعد إنجازاً، كونه سلط الضوء على أزمة إنسانية طواها النسيان.

 


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *