عثمان ميرغني يكتب :الحوار المباشر مع الامارات

حديث المدينة الأربعاء 16 أبريل 2025
من الحكمة ابتدار حوار مباشر مع دولة الامارات العربية المتحدة.. بديلا لسياسة المواجهة التي بدأت بشكوى في مجلس الامن.. ثم أخرى لمحكمة العدل الدولية.
كانت المحاولة الأولى للحوار بين البلدين بوساطة من رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد الذي زار بورتسودان في يوليو 2024.. وتعززت بمكاملة هاتفية بعد زيارة أبي أحمد مباشرة بين الشيخ محمد بن زايد والرئيس البرهان في الشهر ذاته “يوليو 2024” ..

ثم بادرت مصر بوساطة لجمع البلدين على طاولة واحدة.. لكن لم تظهر تفاصيل كافية تثبت استمرار المبادرة المصرية أو تجميدها.. ثم تواصلت تركيا مباشرة مع السودان على المستوى الرئاسي بمكالمة هاتفية بين اردوغان والبرهان في 13 ديسمبر 2024 .. ثم على مستوى وزاري بزيارة نائب وزير الخارجية الى بورتسودان.. ورغم صدور بيان ترحيب من رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلا أن الأخبار لم تحمل ما يؤكد ان تحضيرات أو تفاهمات بدأت..
الحضيض الذي هبطت إليه العلاقات بين السودان والامارات لم يمنع التواصل الاقتصادي بينهما.. فالشريك التجاري الأول للسودان حاليا هي الامارات.. ليس بصادر الذهب وحده، الذي يكاد يذهب كله إلى الامارات..

وهو أعلى الموارد المالية التي تعتمد عليها الحكومة السودانية حاليا.. بل تمر التجارية الخارجية السودانية عبر البوابات المالية الاماراتية ، خاصة بوجود بنك النيلين الحكومي السوداني في الامارات.
من الممكن بدء تواصل دبلوماسي على مستوى سفراء بالخارجية السودانية للتمهيد للاجتماع بين وزيري خارجية السودان والامارات ..

وستكون فرصة مناسبة لوضع كل شيء على الطاولة مباشرة.. كل الاتهامات و حتى الهواجس في رؤى المستقبل قابلة للنقاش و التشريح.. وفي كل الأحوال الحوار لن ينبني عليه التزام الا إذا تراضى على ذلك البلدان..
إذا وصل الحوار الى مستوى معقول.. فمن الحكمة تنشيط البعثتين الدبلوماسيتين في البلدين.. لتسريع الأشواط المتبقية التي تقود للتعافي الكامل.
من الحكمة النظر للغايات والمصالح أكثر من الهتافات والشعارات.. ومن مصلحة البلدين أن ينتهي الخلاف اليوم.. قبل الغد..

نقلا عن – صحيفة التيار


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *