عثمان ميرغني يكتب :معسكر زمزم..

حديث المدينة الاثنين 14 ابريل 2025
معارك ضارية دارت على مدى ثلاثة أيام.. قوات التمرد التي ظلت تحاصر الفاشر لأكثر من عام وتمطر المدينة ومعسكرات النازحين بالحمم القاتلة..

ركزت كل ثقلها في معسكر “زمزم” و لم تفرق بين المرأة والطفل والشيخ والمريض.. أكثر من 400 لقوا حتفهم وأضعافهم جرحى.. وحتى من حاول مغادرة الموقع لم يكن ذلك كافيا ليضمن حياته.
وقصة معسكر زمزم بين النشؤ والارتقاء هي مرافعة ادانة ضد الجميع سنعود إليها لاحقا..
لكن السؤال الآن .. ما الذي تريده قوات التمرد في معسكر “زمزم”؟
القوات ذاتها التي كلن قائدها الثاني يتحدث قبل أيام عن اجتياح شندي وعطبرة ودنقلا ومروي و القولد.. (رغم أني لا أعلم لماذا أضاف “القولد” للقائمة وظل يكرر اسمها في كل مرة).. لكن المعركة توجهت بقوة الى “زمزم”.. لعدة حيثيات:
أولا” مسلسل الهزائم المتتالية الذي بدأ من “جبل مويا” واستمر في ولاية الجزيرة ثم تكلل بتحرير القصر الجمهوري وبعده مباشرة استكمال ولاية الخرطوم كلها الا قليلا تطلب عمليات تعويضية تحاول أن تنفخ الروح في القوات المنكسرة .. وتوفر بقية ماء في وجه التمرد يحاول أن يلتقط بها بعض أنفاسه.
ثانيا: بطبيعة الحال المعسكر ليس به تجهيزات عسكرية فهو منطقة رخوة تغري بالمخاطرة العسكرية.. بعد أن استعصمت الفاشر التي صمدت في وجه “203” هجوما.. لم يجدي حتى الحصار في كسر هيبة الجيش والقوة المشتركة والمستنفرين.
ثالثا: انهيار مشروع “الحكومة الموازية” بعد أن صوَّت ضده مجلس الأمن والسلم الأفريقي باجماع عضويته.. وتبعثر آخر أمل في المشروع السياسي للتمرد و القوى السياسية المناصرة له.. مما جعل الحاجة ماسة لنصر متوهم فيه بعد سياسي.. ورغم أن الفاشر لا تزال تتحطم على صخرتها أحلام إحكام القبضة على اقليم دارفور.. لكن أي جزء مقتطع منها.. ولو بأقل مساحة ممكنة.. وبأفدح التكلفة البشرية.. يمنح الاحساس الزائف بالأمل في المساومة السياسية.
رابعا: وضع المناطق التي تحتك بالفاشر جغرافيا.. بالتحديد الولاية الشمالية في المحك..
لكن كل هذا لن يتحقق وسيذهب أدراج الريح.. فالجيش السوداني الذي أفاق من صدمة حرب فرضت عليه لم يكن يخطط أو حتى يحلم بوقوعها.. أثبت أنه امتص كل شيء واستعاد كل ما وقع في يد التمرد من ولايات النيل الأزرق و سنار والجزيرة والنيل الأبيض والخرطوم.. وبالضرورة سيستعيد قريبا – جدا- كل المناطق المتبقة في كردفان الكبرى ودارفور الكبرى.
الفاشر عصية على التمرد.. بل ستنكسر النصال على النصال لآخر ما تبقى من قوات التمرد.. وسيسجل في التاريخ أن الفاشر صانت نفسها و شرف السودان كله.. بصمودها الاسطوري..
ندرك ان التقديرات العسكرية لجيشنا ليست مما يتاح في الاعلام.. ولكن نؤمن ونثق في أن النصر آت لا محالة..
وما النصر إلا من عند الله.

نقلا عن – صحيفة التيار


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *