حديث المدينة الجمعة 19 أبريل 2019
كتبت كثيرا في هذا الأمر.. ولكني لا زلت مصرا على تأكيده حتى لا نقع في فخ (المصطلحات).. قلت لكم ان استخدام كلمة (انتقالية) في وصف الحكومة المدنية القادمة سيضعفها داخليا وخارجيا..
لأنها كلمة تمنح ايحاء (المؤقت).. ولا أحد في العالم يقيم شراكة مع حكومة تصف نفسها بأنها (مؤقتة) وكأني بها تقول للعالم كل ما نفعله ونديره الآن هو في حكم (المؤقت).. كيف لمستثمر أجنبي أن يجلب أمواله الى بلد تحكمه ادارة (انتقالية) مؤقتة؟
ثم؛ من في العالم طالبنا بان نصنف حكومتنا؟ هل طلبت منا الأمم المتحدة ان ضع ختما في “تروسية” حكومتنا لتصنفها (انتقالية)؟ في تقديري الأمر كله ليس أكثر من ذكريات الماضي التي تعشعش في رؤوس البعض.. ذكريات الحكومة (الانتقالية) في عام 1953..ثم الانتقالية 1964، ثم الانتقالية الأخيرة في 1985.. ومن عجب كل هذه (الانتقاليات) أثبتت خطلا وفشلا يكفي أن يكون دافعا للبحث عن صيغة غيرها.
عالم اليوم ليس كعالم 1985، والأجيال الشابة التي خرجت للشارع اليوم وأطاحت بأعتى ديكتاتورية لا ترغب في أن تعيش في جلباب الماضي الذي تعود عليه شيوخ الساسة.. هم يريدون مواكبة عالم اليوم بكل مطلوبات العصر.. هم يريدون دولة حديثة تبنى على أركان ومفاهيم العصر الذي يعيشونه والمستقبل الذي يحلمون به..
دولة تبنى على الخطط الاستراتيجية المدروسة.. وعلى أرفع النظم الادارية.. أذكر أن الدكتور النور حمد وصف الولايات المتحدة الأمريكية بأنها (معجزة الادارة).. وهذه مقومات الدول الحديثة في عالم اليوم.. ونحن لا نحتاج لإعادة اكتشاف العجلة فلنبدأ من حيث انتهى الآخرون.. نقيم أفضل نظام اداري حديث ونقفل صفحة الماضي الذي يكبلنا بقيوده ومسلماته البالية.. وأصدقكم القول أنني أحلم بسودان (جديد لنج) دعنا نسميه E-Sudan يدار كله بأفضل نظم التكنلوجيا.. وهو امر لا يحتاج إلا إلى العزم والارادة.. فالتكنلوجيا المتطورة تكاليفها المادية في متناول الجميع، بل هي أقل تكلفة من النظم اليدوية التقليدية..
حتى الديموقراطية.. نحلم بديموقراطية الكترونية E-democracy ..القرارات الكبيرة المصيرية لا تدفع بها الحكومة الا بعد أن يصوت عليها كل السودانيين .. تماما مثل صفحة الفيسبوك التي تسمح للمتابعين أن يضعوا (Like) و ابداء رأيهم.. طالما كل مواطن يحمل رقما وطنيا متفردا فهو قادر على التفاعل مع مستويات الحكم لإبداء رأيه في ما يدور في وطنه..
نستطيع أن نكون دولة متحضرة عصرية تضاهي الدول الشهيرة.. في غضون سنة واحدة فقط.. 365 يوما فقط.. اذا صدق العزم وجد المسير..
هذا أقل ما يجب ان نحققه من أجل الدماء والشهداء والمصابين الذين (من أجل هذا اليوم كانوا يعلمون)..!!
نقلا عن – صحيفة التيار
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.