الخرطوم ـ بهاء الدين عيسى
تقرير لصحيفة (التيار) يُسلّط الضوء على واحدة من أخطر الكوارث الاقتصادية التي نتجت عن الحرب في الخرطوم، حيث تحولت المدينة من عاصمة سياسية إلى ما يشبه منجماً مفتوحاً لسرقة النحاس. إليك أبرز النقاط:
- نهب ممنهج للنحاس:
تم نهب 4542 طناً من النحاس من الكوابل والمحولات الكهربائية، وتُقدّر قيمتها بـ 20.439 مليون دولار، مما تسبب في أضرار جسيمة لقطاعي الكهرباء والمياه في العاصمة.
- التهريب المنظم:
النحاس المُنهوب بواسطة قوات الدعم السريع تم تهريبه عبر إقليم دارفور إلى “راجا” في جنوب السودان، ومنها إلى دول أخرى مثل أفريقيا الوسطى والنيجر، ما يشير إلى وجود شبكات إقليمية لتهريب المعادن.
- زيارة ميدانية رسمية:
وزير المعادن ومسؤولون كبار تفقدوا الأضرار في مؤسسات التعدين بالعاصمة الجمعة وشملت الزيارة مواقع حيوية مثل الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية ومصفاة السودان للذهب.
- ملف أمني حساس:
تم تسليم تقرير رسمي عن المسروقات إلى الجهات المختصة في “أمن اقتصاديات المعادن” لاتخاذ ما يلزم، ما يدل على دخول الملف في إطار المتابعة الأمنية.التقرير لا يعكس فقط حجم الكارثة الاقتصادية، بل يُظهر أيضاً كيف أن الصراع العسكري في السودان أفسح المجال لحرب اقتصادية موازية تستنزف موارد الدولة الحيوية.
نص التقرير :
تحصلت (التيار) على تقرير يعد الأخطر بشأن منهوبات معدن النحاس من العاصمة السودانية الخرطوم من قبل عناصر قوات الدعم السريع التي مارست خلال حرب 15 أبريل أسوأ عمليات التخريب في البنية التحتية للبلاد.
وأفرغت الحرب الخرطوم، بنسبة كبيرة، من أي أثر لمعدن النحاس، وشكل هوس سرقته ظاهرة كأنها حرب أخرى داخل الحرب نفسها، مما حول الخرطوم إلى منجم كبير لتعدينه في ظاهرة أتت على كل مادة تحتويه، وانتزع هذا المعدن من كابلات توصيل الكهرباء النحاسية فضلاً عن تدمير كثير من محولات محطات الكهرباء، مما أرخى بتداعياته على قطاعي الكهرباء والمياه في العاصمة.
وكشف التقرير عن سرقة (4542) طناً من معدن النحاس من المحولات والكوابل الكهربائية تقدر قيمتها بنحو 20.439 مليون دولار .
وتشير (التيار) إلى أن سعر الطن لمعدن النحاس يقدر بـ (4500) دولار للطن الواحد .
وعلمت (التيار) أن الكميات الضخمة من النحاس التي سرقت تم تهريبها عن طريق إقليم دارفور إلى مدينة ” راجا” بجمهورية جنوب السودان ومنها إلى العديد من الدول الأفريقية ،كما تم أيضا تهريب النحاس إلى أفريقيا الوسطى والنيجر.
في السياق تفقد وزير المعادن محمد بشير أبو نمو صباح الجمعة مرافق وأذرع الوزارة المتضررة بولاية الخرطوم برفقة والي ولاية الخرطوم أحمد عثمان حمزة ووفد رفيع من قيادات قطاع التعدين ضم المدير العام للهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية جيولوجي مستشار أحمد هارون التوم ،المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية محمد طاهر عمر، مدير شركة سودامين المهندس مهدي حسين ،مدير مصفاة السودان للذهب ومديري شرطة تأمين التعدين وأمن اقتصاديات المعادن وعدداً من قيادات الوزارة.
وشملت الجولة مقار رئاسة الوزارة الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية الشركة السودانية للموارد المعدنية شركة أرياب للتعدين شركة سودامين مصفاة السودان للذهب ومقر شرطة تأمين التعدين حيث وقف الوزير والوفد المرافق على حجم الأضرار التي لحقت بهذه المؤسسات الحيوية جراء العمليات العسكرية الأخيرة.
في ختام الجولة تسلم الوزير ملفاً من لجنة الحصر التابعة للهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية يحتوي على معلومات بشأن نهب معدن النحاس من الخرطوم وقام بدوره بتسليمه للجهات المختصة في أمن اقتصاديات المعادن لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.