حديث المدينة السبت 12 ابريل 2025
أمس بمناسبة ذكرى الإطاحة بالنظام الديكتاتوري في الخميس 11 أبريل 2019.. امتلأت وسائط التواصل الاجتماعي بنقيضين… من يتنفسون الآهات على ما آل إليه الوطن..
بعد أن كانت تحكمه سلطة مركزية لها مؤسسات -رغم صورية غالبيتها- ثم تحول الحال إلى وطن في مهب الريح تتحكم فيه الأهواء وصيحات الانتصار على الآخر في معارك طواحين هوائية.
وبين من يرون في الحال المائل الراهن نتيجة حقيقية لما يسمونه اجهاض الثورة .. واختطافها بفعل فاعل تقديره المكون العسكري في شراكة السلطة.. ومتآمرون مدنيون ظلوا يعملون بهمة من أول يوم لاستعادة النظام المخلوع.
ومن الممكن استيعاب المسافة الفاصلة بين الطرفين لو كان عبر حوار موضوعي بحث عن هدف محدد.. لكن بكل أسف هياج وانفعالات وسباب و استهلاك لكل مفردات الكراهية .. بلا هدف صوى اثبات الذات في مقابل الآخر..
ورغم أن الطامة الكبرى التي حلت بالبلاد في صباح السبت 15 أبريل 2023 كانت كافية لتعيد الجميع الى صوابهم ويدركوا أن السفينة عندما تغرق فليس هناك قوائم خاسرين في مقابل فائزين.. سيشترك الجميع في الوبال الذي يجعل الوطن على علاته القديمة يرتد عشرات السنوات إلى الخلف.. وربما – لا قدر الله – ينهار في جرف هار..
صورة غريبة لأبعد مدى.. التماس العقل جريمة.. والدعوة الى الرشد خيانة.. والسعي بين أرجاء الوطن بخطاب الوئام جريرة..
الذي يجعل الصورة أكثر قتامة أن من يحملون لواء الكراهية هم الذين يفترض أنهم حملة الوعي والاستنارة.. الذين أنعم الله عليهم من العلم والتجربة ما يجب أن يقيهم عار الانحدار إلى خطاب العوام المستهتر..
هذا الحال لا يخبر عن مستقبل يتجاوز نكبات الماضي..
الا إذا توفر النصاب الكافي من حملة “خطاب الوئام والرشد “الذين ينظرون الى المستقبل لا الماضي..وإلى الأهداف القومية العليا لا الانتصار للذات والشماتة في الآخر..
من الحكمة ان نستدرك بلادنا قبل فوات الآوان..
يكفينا العار الذي وصمنا به أنفسنا امام العالم..
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.