عثمان ميرغني يكتب :سوق سعد قشرة

حديث المدينة  السبت 29 مارس 2025
“سوق سعد قشرة” واحد من أشهر أسواق العاصمة السودانية، بل بمقاييس الواقع الذي ظل يعيشه السودان يُعتبر من أرقاها. يزدحم في مثل هذه المواسم بالمشترين الذين لا يكاد يسعهم، رغم توسع بعض محلاته إلى الأرصفة والمناطق المجاورة.
وتشاء أقدار حرب 15 أبريل 2023 أن يُدمَّر “سوق سعد قشرة” تمامًا، فتحترق غالبية محلاته بعد نهبها، ولا يبقى منه سوى الأطلال الكئيبة.
هنا يطرح السؤال: هل نتعامل مع سوق “سعد قشرة” بمبدأ “إعادة الإعمار” أم “البناء الحديث”؟ والفارق بينهما شاسع. فالأول -إعادة الإعمار- يعني الإبقاء عليه بشكله القديم مع ترميم المحلات واستعادة نشاطه في السياق الذي توقف عنده صباح السبت 15 أبريل 2023. أما “البناء الحديث” فهو مفهوم يسقط المسلمات القديمة، يتجاهلها تمامًا، ويهندس الحلول وفق رؤية وأهداف ومعايير وأسلوب جديد.
هذا أفضل مثال لما ظللت أكرره منذ بداية هذه الحرب اللعينة: يجب أن نتجنب العودة إلى الماضي، وأن نعتبر ميقات بداية الحرب خط الصفر الوطني الذي لا رجعة لما وراءه.
نعود إلى المثال الذي اخترته؛ سوق “سعد قشرة”. كيف نطبق فيه مبدأ “البناء الحديث”؟
من أهم ما يتحقق من خلال بناء أسواق “سعد قشرة” بأهداف جديدة وعلى تصميم حديث أنه لن يكلف الخزينة العامة جنيهًا واحدًا، بل على العكس سيدر عليها أموالًا كثيرة. علاوة على أن يمنح التجار وأصحاب المحلات تعويضًا ضخمًا عما خسروه جراء تدمير الأسواق خلال الحرب.
كيف؟
تطرح الحكومة منافسة لشركات التطوير العقاري لبناء أسواق حديثة من عدة طوابق في موقع سوق “سعد قشرة” مع برج إداري حديث. يتحول سوق “سعد قشرة” إلى مول من أفخم ما هو متاح -فلنقل من أربعة طوابق- ويرتفع فوقه برج إداري من حوالي 15 طابقًا على سبيل المثال.
التجار وأصحاب المحلات الذين كانوا يمتلكون مواقع في سوق “سعد قشرة” قبل تدميره، سينالون مجانًا نفس المساحات التي كانوا يمتلكونها، لكن في الطابق الأرضي فقط. ستكون محلات حديثة يتوفر فيها تكييف مركزي، مع دورات مياه ومصليات وممرات أنيقة تسمح للجمهور أن يجمع بين التسوق ومتعة التنزه مع أسرته في مكان آمن.
في الطوابق العليا، مساحات جديدة تزيد سعة الأسواق ربما خمسة أضعاف، وهي استثمار للشركة المطورة للسوق. يمكن أن تضيف فيها سلسلة مطاعم، وتفصل محلات الذهب في طابق منفرد، وتوفر محلات متخصصة في التراثيات وغير ذلك مما يشكل جاذبية وتنوعًا يرفع عدد مرتادي السوق بأضعاف كثيرة.
والبرج التجاري يوفر مكاتب تزيد سعة الأفق الاعمال والاستثمار  وتسمح لأصحاب المحلات امكانية الحصول على مكاتب تساعدهم على توسيع شبكات تعاملهم..
 وبالضرورة مواقف حديثة للسيارات تتوفر في ثلاثة طوابق سفلى تحت الأرض..
هذه الفكرة ستغير تمامًا من وجه المنطقة كلها. إذ من المتاح أن يتمدد المشروع ليشمل كامل المنطقة حتى الشارع الفاصل بين مستشفى أحمد قاسم شمالًا، وشارع المزاد شرقًا، وشارع الطيار الكدرو غربًا.
الأسواق من أهم أوجه التنمية الحضرية، فهي ليست مجرد مساحات لمتعة التسوق والترفيه، بل لتوسيع فرص العمل. سوق “سعد قشرة” بشكله القديم كانت فرص العمل فيه محدودة بعدد المحلات ومن يعملون فيها مباشرة أو بصورة غير مباشرة. لكن المشروع الحديث يوفر فرصًا كثيرة في مختلف المجالات والمستويات والتخصصات.
من الحكمة النظر إلى هذا المشروع كمثال لما يمكن أن يتحقق من مبدأ “البناء الحديث” وليس “إعادة الإعمار”.
 ونواصل..
التعديلات الرئيسية:
1تصحيح الإملاء: مثل “تشاءأقدار” إلى “تشاء أقدار”، “سعدقشرة” إلى “سعد قشرة”، “اموالا” إلى “أموالًا”.
2تحسين النحو: إضافة علامات الترقيم (الفواصل والنقاط) لتوضيح المعنى، وتصحيح صياغة الجمل مثل “من اهم ما يتحقق” إلى “من أهم ما يتحقق”.
3التناسق والأسلوب: توحيد طريقة كتابة اسم السوق “سعد قشرة”، وتحسين تدفق الجمل لجعل النص أكثر سلاسة.
4الدقة: تصحيح بعض الكلمات مثل “مولمن” إلى “مول من”، و”اسثمار” إلى “استثمار”.
النص الآن أكثر وضوحًا وسلاسة مع الحفاظ على الفكرة الأصلية. إذا كنت تريد تعديلات إضافية أو توضيحات، أخبرني!
نقلا عن ـ موقع صحيفة التيار

اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *