حديث المدينة الخميس 20 مارس 2025
توصيات ورشة عمل: تمكين المرأة
مقدمة:
تلعب المرأة السودانية، في مختلف مراحلها العمرية، أدوارًا محورية في تكوين المجتمع وصناعته وبنائه. ليس في الحاضر فحسب، بل منذ أعماق التاريخ، حيث تولت مناصب عليا في الدولة، من رأس الهرم الوظيفي إلى أدنى مستوياته، وشاركت الرجل في العمل والحياة، وساهمت في تعزيز قيم الأسرة.
عُقدت ورشة العمل بعنوان “تمكين المرأة” بهدف تطوير قدرات المرأة السودانية، وتوسيع طموحاتها وآفاقها، وتعزيز أدوارها في الدولة. وبعد نقاشات عميقة وثرية بين المشاركات والمشاركين، خرجت الورشة بالتوصيات التالية:
التوصيات:
أولاً: التعليم
التعليم هو الأساس الذي يُبنى عليه وعي المرأة وقدراتها، ويعزز ثقتها بنفسها ويرفع طموحاتها.
1تيسير سبل انخراط المرأة في مؤسسات التعليم العام والعالي، بحيث لا تعوقها قيود المكان أو الزمان أو الإمكانيات المادية.
2إلزام مؤسسات التعليم العام والعالي بمراعاة خصوصية المرأة، من خلال تهيئة المقرات والظروف التي توفر لها أفضل بيئة تعليمية.
3التوسع في التعليم عن بُعد (أونلاين) لتمكين المرأة من مواصلة تعليمها بمختلف مراحله دون انقطاع مرتبط بظروفها الخاصة أو العامة.
ثانياً: التدريب
1التوسع في التدريب العملي في جميع المجالات، مع تيسير حصول المرأة على فرص التدريب، خاصة الخارجي، وإلزام الدولة بتحمل نفقات الأسرة المرافقة لها.
2تطوير برامج التدريب الذاتي التي تمكن المرأة من اكتساب مهارات في مجالات خارج تخصصها العلمي أو المهني، لدعم بناء الأسرة وتكوينها.
ثالثاً: الدور الريادي للمرأة في الدولة
1تعزيز ثقة المرأة في قدراتها ووعيها، لتتمكن من التنافس على الفرص المتاحة في التعليم والتدريب والعمل المهني والمجتمعي، دون الحاجة إلى تمييز بنسب محددة مبنية على النوع (مثل تخصيص نسبة 40% للنساء في البرلمان).
2تعزيز وجود المرأة في المناصب والأدوار القيادية، من خلال منع التمييز المبني على النوع لصالح الرجل.
3رفع وعي المجتمع بالدور الريادي الطبيعي للمرأة، وأثره على الأسرة وتنشئة الأجيال اللاحقة.
4استخدام الإعلام والخطاب العام للتصدي للعوائق المجتمعية التي تكبل قدرات المرأة، من خلال التنميط أو الحصار النفسي.
رابعاً: التوازن بين العمل العام ومسؤوليات الأسرة
1نظرًا لخصوصية دور المرأة في الأسرة وحاجتها المستمرة للتوازن بين الالتزامات الأسرية والطموحات المهنية، يجب تطوير برامج مؤسسية تساعدها على اختيار أفضل الخيارات التي تمكنها من الموازنة بين الأسرة والعمل دون إفراط أو تفريط.
2تيسير حصول المرأة، من مختلف الأعمار والتخصصات، على الأجهزة الحديثة مثل الحواسيب والنظم المتصلة بها، لسد الفجوة بين متطلبات مشاركتها في العمل أو المجتمع وظروفها الخاصة المرتبطة بدورها الأساسي في الأسرة وتربية الأجيال.
خامساً: العمل الخاص
1تشجيع ريادة الأعمال النسائية، من خلال حث البنوك والمؤسسات المالية على توفير منح وقروض وشراكات استثمارية تساعد المرأة على امتلاك مشروعها الخاص بأسهل السبل وأعلى الضمانات.
2التوسع في الجمعيات التعاونية، خاصة تلك المرتبطة بالأحياء السكنية أو القرى، لتعزيز دور المرأة وقدرتها على تنمية الاقتصاد المنزلي المعتمد على الموارد والصرف، بحيث تستطيع تنمية مدخراتها واستثمار الفائض أو تعزيز ممتلكاتها مع التحكم في ميزانية الأسرة.
سادساً: المشاركة السياسية
تُعد المشاركة السياسية من أهم المجالات التي تتطلب تعزيز حضور المرأة السودانية فيها، ليس تمثيلاً للنوع فحسب، بل لتعميق القيم الإنسانية المرتبطة بالأسرة والتربية والترابط المجتمعي والاقتصاد المنزلي، وفق الآتي:
1تشجيع انخراط المرأة وترقيها إلى المستويات القيادية في الأحزاب والكيانات السياسية.
2رفع وعي المرأة الناشطة سياسيًا بأهمية تجنب الاعتماد على النوع أو قضايا الجندر للوصول إلى المناصب، فالمرأة السودانية تمتلك الجدارة والمؤهلات والقدرات التي تؤهلها لأفضل الفرص من خلال المنافسة الطبيعية.
3إصدار تشريعات تمنع الخطاب العام الذي يقلل من قدرة المرأة أو جدارتها في المناصب السياسية والتنفيذية.
4التوسع في التدريب السياسي والمجتمعي، سواء بشكل مباشر أو عبر الإنترنت.
سابعاً: المشاركة الإبداعية
تتمتع المرأة السودانية بقدرات إبداعية متميزة في مجالات الآداب والفنون والرياضة والثقافة:
1تشجيع المؤسسات على تبني مسابقات ومنافسات تُعزز أدوار المرأة في المجتمع والدولة، دون تنميط أو تحيز.
2التوسع في الأندية الثقافية والرياضية في الأحياء والقرى لاستقطاب مشاركة المرأة في الأعمال الإبداعية.
3تشجيع الروابط الأدبية في مؤسسات التعليم العام والعالي.
ثامناً: تطوير التشريعات الخاصة بالمرأة
تكتسب التشريعات المختصة بالمرأة أهمية كبيرة لتأثيرها على المجتمع بمختلف أشكاله:
1تبني تشريعات تمنع تناول المرأة في الإعلام أو الخطاب العام بأي صورة تقلل من شأنها أو من أدوارها، أو تسعى إلى تنميطها أو عرقلة تطوير مشاركتها في العمل العام أو المجتمع.
توصيات عامة:
1إضافة توثيق سير بعض النساء اللاتي لعبن أدوارًا مشرفة في مختلف المجالات، خاصة في العصر الحديث، إلى المناهج الدراسية في التعليم العام والعالي.
2حث القطاع الخاص على تمويل أعمال درامية وسينمائية تبرز أدوار المرأة السودانية التاريخية والمعاصرة، مع الحرص على تجنب التنميط الظاهر أو المستتر.
3تبني خطاب عام يعزز هوية المرأة السودانية وتفردها، لرفع الصورة الذهنية واحترام الذات، والتميز في السلوك والأداء الخاص والعام.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.