أسامة داؤود ينافس “بنكك” أَقْرأ التفاصيل

اقتصاد ـ شبكة_الخبر ـ وفقًا لمجلة حواس، التي يرأسها طارق شريف ساتي، تقدم رجل الأعمال السوداني أسامة داؤود بطلب إلى بنك السودان المركزي للحصول على ترخيص لإطلاق تطبيق مالي جديد عبر بنك أفريقيا والخليج، المملوك لمجموعة دال.

وأوضحت المجلة أن المشروع يهدف إلى تقديم خدمات مصرفية رقمية تسهّل عمليات التحويل المالي، بما في ذلك المعاملات عبر الرسائل النصية القصيرة (SMS)، في خطوة يُنظر إليها على أنها محاولة لتعزيز الشمول المالي في السودان.

وأشارت “حواس” إلى أن البنك المركزي يدرس الطلب بعناية، وسط تساؤلات حول تأثيره على سوق الخدمات المصرفية الرقمية، خاصة مع المنافسة التي يواجهها تطبيق “بنكك” التابع لبنك الخرطوم .

أسامة داؤود ومجموعة دال: لاعب رئيسي في الاقتصاد السوداني

يُعد أسامة داؤود عبد اللطيف أحد أبرز رجال الأعمال في السودان، حيث يقود مجموعة دال، التي تنشط في مجالات متنوعة، تشمل الأغذية، الصناعة، الزراعة، والخدمات المالية. وتعتبر دال واحدة من أكثر المجموعات الاقتصادية نفوذًا في البلاد، حيث تملك استثمارات كبرى، من بينها شركة سيقا للدقيق، التي تُعد المزود الرئيسي للقمح والدقيق، وشركة كوكاكولا السودان، إلى جانب استثماراتها في النقل، المعدات الثقيلة، والقطاع المصرفي عبر بنك أفريقيا والخليج.

تمتلك المجموعة تاريخًا طويلًا في تقديم حلول مصرفية ومالية، ما يجعل دخولها في سوق التكنولوجيا المالية خطوة طبيعية ضمن استراتيجيتها التوسعية.

كيف سيؤثر المشروع على سوق الخدمات المصرفية الرقمية؟

تشهد السوق المالية السودانية تحولًا تدريجيًا نحو الخدمات المصرفية الرقمية، حيث يعد تطبيق “بنكك”، التابع لبنك الخرطوم، المنصة الأكثر استخدامًا حاليًا في البلاد. ومع ذلك، فإن القطاع لا يزال يواجه تحديات، أبرزها ضعف البنية التحتية الرقمية، ومحدودية الوصول إلى الإنترنت في بعض المناطق، ومشاكل تقنية متكررة تعيق استمرارية الخدمات.

إذا حصل تطبيق أسامة داؤود الجديد على الترخيص، فقد يعزز المنافسة في هذا المجال، خاصة إذا تمكن من تقديم حلول مصرفية أكثر كفاءة أو خدمات جديدة غير متوفرة في التطبيقات الحالية.

بنك السودان المركزي: دراسة متأنية قبل الموافقة

من جانبه، لم يحسم بنك السودان المركزي قراره بعد بشأن منح الترخيص، مؤكدًا أن المشروع يخضع حاليًا لمراجعة شاملة لضمان توافقه مع اللوائح المالية القائمة. وأكد مصدر داخل البنك أن أي ترخيص جديد يجب أن يأخذ في الاعتبار مدى تأثيره على استقرار القطاع المصرفي، وحماية المستهلكين، وضمان بيئة تنافسية عادلة بين المؤسسات المالية القائمة والمشروعات الجديدة.

تحديات وفرص في السوق المصرفية السودانية

تواجه البنوك السودانية تحديات كبيرة، لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية وعدم الاستقرار السياسي و بطبيعة الحال الحرب الحالية ، ما أدى إلى ضعف الثقة في القطاع المصرفي. ومع ذلك، فإن التطورات الأخيرة، مثل زيادة الاعتماد على التطبيقات المصرفية الرقمية، تشير إلى وجود طلب متزايد على الحلول المالية المبتكرة.

في حال موافقة بنك السودان على المشروع، سيشكل ذلك نقلة نوعية في سوق الخدمات المالية الرقمية، وقد يدفع البنوك التقليدية إلى تطوير خدماتها لمواكبة المنافسة. لكن في المقابل، فإن دخول منافس جديد قد يؤدي أيضًا إلى إعادة توزيع الحصص السوقية بين المؤسسات المصرفية، مما يطرح تساؤلات حول قدرة التطبيقات القائمة، مثل “بنكك”، على الاحتفاظ بمكانتها في ظل المنافسة الجديدة.

ماذا بعد؟

الأسابيع المقبلة قد تكون حاسمة في تحديد مستقبل هذا المشروع، حيث سيُحدد قرار بنك السودان المركزي ما إذا كان السوق المالي سيشهد دخول لاعب جديد قادر على تقديم حلول مبتكرة، أم أن المخاوف التنظيمية ستؤدي إلى تأجيل أو رفض الترخيص.

في كل الأحوال، يبدو أن السوق المصرفية السودانية على أعتاب مرحلة جديدة من التطور الرقمي، مع تزايد الاهتمام بالحلول المالية الرقمية، سواء من قبل المستثمرين المحليين أو الشركات الإقليمية التي تراقب السوق السوداني عن كثب.

 


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *