منذ وصول زميلنا وصديقنا الأستاذ خالد الاعيسر إلى منصب وزير الثقافة والإعلام، بدأ بعض الزملاء في مناصرته ونصحه عبر الوسائط الاجتماعية.
من بين النصائح أهمية شغل وظائف “الملحق الإعلامي” في السفارات السودانية، خاصة مع الغاء المنصب في سفارات السودان بالدول التي تمثل عواصم إعلامية دولية.
وأخيرًا، نجح وزير الإعلام الاعيسر في إعلان أول دفعة من الملحقين الإعلاميين. قرار بتعيين كل من الأستاذ محمد حامد جمعة نوار ملحقًا إعلاميًا في سفارة السودان بأديس أبابا، والدكتورة عفراء فتح الرحمن ملحقًا إعلاميًا في سفارة السودان بالقاهرة.
زميلنا “نوار” معروف للجميع، ومشهود له بأنه “مقفل الطبلون” من جميع النواحي المطلوبة لهذه الوظيفة. فهو إعلامي متميز ذو خبرة وفهم إعلامي، سياسي واجتماعي، ومن القلائل الذين يجمعون بين الإدراك المستنير لمهام الإعلام محليًا وخارجيًا. علاوة على ذلك، تخصص الأستاذ نوار في القرن الأفريقي، فهو من القلائل الذين ينظرون إلى تفاصيل هذا الإقليم المهم والحساس بعلم وخبرة وفهم مستنير، ويستطيع قراءة تموجاته بمنتهى الحصافة.
و لكن في تقديري، ربما كان الأفضل وضع الزميل نوار في السلك الدبلوماسي مع توفير فترة تدريبية مناسبة، حتى يتمكن من دعم القرار السوداني في القرن الأفريقي من موقع اتصال وثيق بالدبلوماسية. كأن يعين في وظيف نائب السفير مسؤولا عن ملف الاعلام في القرن الأفريقي لفترة قصيرة ثم يرقى لمنصب السفير.
من الممكن الجمع بين الدبلوماسية والإعلام، فهناك كثير من الدبلوماسيون تولوا مناصب اعلامية أيضا.
ولمزيد من استثمار امكانيات زميلنا “نوار” الأفضل أن يكون نطاق عمله الدبلوماسي والاعلامي كامل القرن الأفريقي.. وتثبيته في الموقع مثلما فعلت عدة حكومات متعاقبة في السودان بتثبيت السفير عثمان السيد في اثيوبيا وأصبح مرجعا رسميا لشؤون القرن الأفريقي، وتميز في عمله ليصبح واحدا من أشهر من شغلوا المنصب و حقق أفضل الانجازات.
الدكتورة عفراء فتح الرحمن هي واحدة من أفضل الإعلاميين السودانيين، لكنها ظلت دائمًا محرومة من الأضواء العالمية، محبوسة في الغالب بين طيات المحلية. ومع ذلك، تميزت وتفوقت في العديد من البرامج، خاصة الحوارية التوثيقية السياسية والاجتماعية.
الوظيفة الديوانية كانت دائمًا خصمًا عليها، بل تكبيلًا لقدراتها. و الأفضل في تقديري أن توفر لها فرصة في الإعلام العربي (الذي يتفوق حتى على الإعلام العالمي)، وهو أمر سهل لأنها تملك مقوماته بامتياز. ويمكنها التخصص في الوثائقيات السياسية والمجتمعية، ولتعزيز ذلك، ينبغي توفير مواد وفرص توثيق لأحداث في التاريخ السوداني المعاصر.
والمعلوم أن بعض كبار الإعلاميين العرب بدأوا في التميز والتخصص في التوثيق السياسي، وبرزوا أكثر قياسا بسيرتهم الذاتية قبل التخصص في التوثيق. لكن لا يزال عددهم قليلاً بل نادرًا. مما يعني أن فرص التميز في هذا المسار متاحة لمن يمتلك فعلاً مقومات النجاح والتفوق. وستطيع عفراء في وقت وجيز ان تصبح شامة سودانية في وجه الاعلام العربي.
الإعلام واحد من أهم أسلحة العصر الحديث ويتطور بسرعة، مثل الطائرات المسيرة. ومن الحكمة أن تبذل الدولة مزيدًا من الجهد والسعة لتطوير الإعلام السوداني والإعلاميين.
نقلا عن – موقع التيار
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.