الخرطوم ـ شبكة_الخبر ـ في خطوة مفاجئة أعلن القيادي البارز في حزب الام القومي عادل المفتي استقالته مبرراً ، ذلك من خلال عدة نقاط مجملها في الخلل في هيكل الحزب التنظيمي والانقسامات والانشقاقات التي طالت الحزب وابتعاده عن دوره الوطني.
كما تناول خطاب الاستقالة الذي حصلت ( شبكة_الخبر )على نسخة منه خطوة رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر وخطه الداعم لمليشيا الدعم السريع وحلفائها منحازاً للتكتلات الجهوية الانفصالية غير مهتما بوحدة تراب هذا الوطن والدولة السودانية.
نص الاستقالة
السادة/ قيادات مؤسسات حزب الأمة القومي
السلام عليكم ورحمة الله وتعالى وبركاته
الموضوع/ استقالة
بعد توقف دام طويلاً ولعدة سنوات عن ممارسة نشاطي الحزبي لأسباب تنظيمية في حينها معلومة للجميع عاودت نشاطي الحزبي والتنفيذي في مارس ٢٠٢١م، تسلمت فيه رئاسة دائرة الاتصال السياسي بالأمانة العامة متنازلاً عن التسلسل القيادي بالحزب بعد أن كنت عضواً في المكتب الرئاسي والتنسيق ومساعداً لرئيس حزب الأمة القومي للمهجر.
وحرصاً على قيادة دفة الحزب مع المخلصين والوطنيين بعد رحيل الإمام عليه الرحمة والمغفرة وبعد مجهود مقدر حاولنا فيه جاهدين العمل مع الزملاء لإصلاح الحزب ومؤسساته وتطويره وإصلاح قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي، والعودة لمنصة التأسيس عن طريق ( اللجنة الفنية ) التي سعى الى تأسيسها حزب الأمة القومي في داره وقيام مؤتمر تأسيسي بعد تجميد الحزب لنشاطه في المجلس المركزي، في حياة الإمام الراحل وإصدار الحزب لوثيقة العقد الاجتماعي الجديد للعمل بها وبنودها شرطاً وحيداً لرفع التجميد والخروج بالفترة الانتقالية إلى بر الأمان على أن يقود الحزب مع المخلصين الفترة الانتقالية وصولا للانتخابات العامة.
في هذه الفترة وبحكم موقعي التنظيمي حذرنا مراراً وتكراراً الأمين العام للحزب ومؤسسات حزب الأمة والرئاسة والمكتب السياسي بأن خط الحزب السياسي الانتقائي والإقصائي الذي يقوده الرئيس المكلف والأمين العام وبعض مساعديه منفردين، لن يؤدي إلا إلى تفكك الحزب والدولة السودانية وقد حدث ما توقعنا وبعد هذه التحذيرات داخل اجتماعات المكتب السياسي أرسلنا رسالة إلى المكتب السياسي في أبريل ٢٠٢١م وحذرنا من خطورة عودة الحزب مرة أخرى للمجلس المركزي للحرية والتغيير عن طريق مٌحاصصات ذاتية لم ولن تلبي مطالب الحزب والوطن المذكورة في بنود العقد الاجتماعي الجديد وتكليف المكتب السياسي والتي تمت بمنزل الأمين العام منفرداً متكتلاً مع بعض الشخصيات الرمادية و الأحزاب والتجمعات التي لا تعترف بالديمقراطية طريقاً للحكم، ولكن تؤمن بالحكم عن طريق الانقلابات والتحالف مع المكونات العسكرية مليشيا كانت أم نظامية وبخطورة وضع الحزب وتأثيره سلباً أو إيجاباً على الدولة السودانية و تماسكها.
وفي تاريخ ٤ مايو ٢٠٢١م قدمت مذكرة سرية للأمين العام شرحت فيها الهشاشة الأمنية ومسؤوليتهم والحزب التاريخية تجاه الوطن والمواطن في هذه الفترة الحرجة من تاريخنا والتي يجب أن يقود فيها الحزب الجميع بدون إقصاء والتي تتطلب الحكمة وتقديم بعض التنازلات من أجل الوطن والشعب ولكن لم نجد الأذن الصاغية والحِس الأمني والوطني لتدارك ذلك. وبتاريخ ٢٥يوليو ٢٠٢١ قدمت استقالة مسببة للأمين العام من تكليف رئيس دائرة الاتصال السياسي للحزب ومساعداً للأمين العام، ثم جمدنا ممارسة نشاطنا المعهود داخل أروقة الحزب طوال هذه الفترة السابقة حتى وصل بنا الحال إلى ما هو عليه الآن، ولكن لم نتوقف عن المواصلة والمشاركة مع الآخرين في الهم الوطني والمسؤولية الوطنية، ولم يقف مجهودنا بالتواصل مع المسؤولين بالحزب حتى يقوم الحزب بدوره التاريخي والمعتاد، وبأن توحيد الخط السياسي للحزب ولم شمل القوى السياسية وتوحيدها هو واجب علينا ودور تاريخي ورثناه من الآباء والأجداد المؤسسون لهذا الحزب والكيان ولم تتم الاستجابة لتحذيراتنا المتواصلة والمخلصين، فواصل الرئيس والأمين العام وبعض مساعدي الرئيس دورهم في خط الحزب السياسي المنفرد مع الأحزاب والكيانات والشخصيات السياسية التي تهوى الانقسامات والإقصاء فظل الكل يعيش حالة من التوهان وفقدان التوازن وخلط الحق بالباطل والباطل بالحق ووقوف بعض القيادات مع الظالم ضد المظلوم والاستنصار بالأجنبي والخارج والتهاون في الأرض والعرض ووحدة وسلامة الوطن والمواطن والبعد عن تكليف الآباء والأجداد بوحدة هذا التراب وسلامة شعبه والدعوة لله، واستمراء القيادات المذكورة باختطاف الحزب والعمل المنفرد برؤى شخصية ذاتية وقبلية وجهوية منتنة وعدم التقيد بالمؤسسية وتطبيق قرارات مؤسسة الرئاسة والمكتب السياسي ومنها ممارسة رئيس الحزب صلاحيات تعيينه رئيسا مكلفا وفق اتفاق مكتوب ومتفق عليه والتباطؤ والتماطل في قيام مؤتمرات الحزب المنتهية الصلاحية واستحقاقات ذلك والخروج تماما من مفاهيم وآراء المؤسس الحقاني الإمام الصادق المهدي عليه الرحمة والرضوان.
وأخيراً وإضافة لكل ما ذكرنا أعلاه حدوث الانشقاق الأخير لمجموعة تقدم ودخول بعض القيادات منفردة أيضا في كيان جديد بدون التشاور مع مؤسسات الحزب باسم صمود وفي الخط الآخر تنادى رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر باسم الحزب وبتاريخه النضالي العريق داعماً لمليشيا الدعم السريع وحلفائها منحازاً للتكتلات الجهوية الانفصالية غير مهتما بوحدة تراب هذا الوطن والدولة السودانية.
وعليه فإن رئيس الحزب الحالي وبعض قيادات الحزب ومؤسساته لم يتركوا لنا خيار آخر، لذا أتقدم باستقالتي من حزب الأمة القومي ومؤسساته من تاريخ اليوم الجمعة ٢١ فبراير ٢٠٢٥م، وسيظل لنا إخوة أحباب عُزار عمِلنا معهم سويا في إحقاق الحق ونشر العدل والنضال من أجل التغيير الحميد وتمكين الشباب بالنهوض بهذا الحزب والوطن وسندعمهم أين ما كانوا من أجل سودان حر ديمقراطي يسوده العدل والحرية والسلام. وسنواصل مجهودنا مع المخلصين في الدعوة والعودة لله ونشر العدل وخدمة الوطن والمواطن في مجالات أخرى حتى نلقى وجه الله.
وبالله التوفيق.
قال تعالى ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (88) هود
صدق الله العظيم
كابتن عادل المفتي
الجمعة ٢٢ فبراير ٢٠٢٥م
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.