الصادق سمل يكتب: الصفح فقط ما يوقف دوائر الدم

للدم المراق قدرة ساحرة في الاختباء في التاريخ ليتسع أكثر في دوائر لا توقفها الجغرافيا ولا انفصال الدول ولا الزمان ولا المكان.

دم اليوم والدم القديم ما لم تتم مخاطبته سيظهر في منعطفات التاريخ ضاجاً وعنيفاً يبحث عن من يأتيه بثأره، هكذا حدثنا التاريخ الإنساني.

الصفح وإن كان بطعم العلقم هو فقط ما يُوقف دوائر الدم ويمحوها من ذاكرة التاريخ.

من حق كل سوداني وسودانية؛ أن يتساءل أو يستهجن دعواتي للصفح ويرى أنها ضربٌ من ضروب المستحيل، ولكن دون أن أكذب أو أتجمّل، أقول إنّ هذا المستحيل هو بالضبط ما يعنيه الصفح.. فالصفح لا يكون صفحاً إلّا بالصفح عن ما هو مستحيلٌ.

لا مخرج للوطن إلّا بأن نقدم له المستحيل فهو يستحق وهذا هو الحب غير المشروط للأوطان، وهذا هو حقها علينا، فلنصفح على اتفاق أن نبني على عقل تأسيسي لأجل هذا البلد الصابر كصبر جمل انغرس جسده في طين.

 

أتوسّل إليكم جميعاً

 

 

  


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *