حديث المدينة الخميس 16 يناير 2025 ..لقاء جعفر الميرغني

عثمان ميرغني 

أمس؛ تشرفنا -ثلة من الصحفيين- بلقاء مع السيد جعفر الصادق الميرغني، نائب رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي بمكتبه بالقاهرة.. تطور واضح في شخصيته السياسية وخبرته و قدراته في الخطاب والبيان والتعبير.

ويبدو أن المحكات الكثيرة التي مر بها خلال فترة عمله في موقع رفيع في القصر الجمهوري ثم رئاسته للكتلة الديموقراطية و الهضاب التي صعدها خلال السنوات الماضية مع زحام الأزمات التي بلغت أوجها باندلاع حـرب 15 ابريل 2023.. كل ذلك ساعد في انضاج العقل السياسي للسيد جعفر الميرغني و بات الآن مؤهلا وقادرا على رئاسة الحزب.
و مع ذلك في يقيني أن السيد جعفر في حاجة ماسة لتعديل “النمط” السياسي الذي يلتزم به و يحاول أن لا يخرج عنه.. فالحزب الاتحادي الديموقراطي هو الأقدم في ميلاد الاحزاب السودانية.. ويشترك مع حزب الأمة في كونهما ثنائي الريادة السياسي و الانتخابي لفترة طويلة من عمر السودان المعاصر.. وبهذا السجل التاريخي فهو حزب رائد يفترض أن مقعده دائما حيث يقود الأجندة السياسية للوطن.
لكن الذي نلاحظه الآن.. الحزب الاتحادي الديموقراطي يخوض مع الخائضين من الآحزاب السودانية ومنها الأقل منه كثيرا عمرا وخبرة وبالطبع جماهيرية.
المشهد السياسي السوداني الحالي ينقصه الحزب الرائد.. الذي يقود الأجندة و يتقدم بالمبادرات والاطروحات و الحلول.. و الحزب الرائد ليس فقط في عمره التاريخي بل في فكره وقدرته على انتاج الحلول و صناعة المستقبل المشرق لوطنه واهله..
والذي يراقب المشهد السياسي السوداني.. يحزنه أن كل الأحزاب.. وأعيد (كل) الأحزاب تلعب “دافوري” سياسي ليس فيه سوى البحث عن المكاسب الحزبية والذاتية.. مهما تلونت الشعارات بخلاف ذلك.. السودان يفتقد الحزب الذي يحدق برؤية رشيدة لمستقبل مشرق يستحقه الشعب النبيل.
في امكان السيد جعفر الميرغني أن يجلس على مقعد آخر غير الذي يركن إليه الآن.. بأن يتبنى رؤية جريئة لوضع حزبه في مقام من يقود الأحزاب والبلاد.. بفكر سياسي عصري رصين.. وذلك بتوسيع أوعية الحزب أولا.. وترفيع مؤسساته الداخلية ثانيا.. و اتباع خطة استراتيجية طموحة ممتدة على الأقل حتى 2030.
الحزب لا تنقصه الجماهيرية القاعدية أو القمم الرفيعة.. ولكن تنقصه سعة الطموحات و جرأة التعبير عنها في الحركة والسكون.. تكبله “النمطية” السياسية التي تخشى من التغيير والتجديد والتفكير خارج الصندوق.
في وسع السيد جعفر الميرغني أن يكون رئيسا لحزب يختاره السودانيون ليقودهم إلى مراقي النهضة و التحضر.
أو يظل حزبا من جملة الأحزاب التي تطفو فوق سطح التاريخ بلا أثر..
الخيار له..


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *