إنجمينا ـ شبكة_الخبر ـ أكّدت الحكومة في تشاد، ليل الأربعاء، أنّ “الوضع تحت السيطرة بالكامل” بعد “محاولة زعزعة الاستقرار” التي “تم القضاء عليها”، وذلك إثر سماع إطلاق نار كثيف في وسط العاصمة إنجامينا. وبحسب مصادر أمنية عدة، فقد شنّ مسلّحون هجوماً داخل القصر الرئاسي، لكن حرس الرئاسة تمكّنوا من السيطرة عليهم.
فيما رجت مصادر موثوقة لـ(شبكة_الخبر ) احباط محاولة انقلابية على الرئيس التشادي محمد كاكا .
وربطت مصادر موثوقة بين ما يجري في تشاد والحرب الدائرة الآن في السودان والصراع العنيف في إقليم دارفور مع وجود تداخلات قبلية مشتركة بين الجارتين .
وفي 24 يناير من العام 2024 أحبطت السلطات التشادية محاولة على الرئيس التشادي ولم يكن الإعلان عن محاولة انقلاب أمرا غريبا في تشاد لكن حدوثها عبر «السحر والشعوذة» وضع بلدا بأكمله بمواجهة «طلاسم» تفجر أكثر من سؤال.
واستمرارا لمسلسل الانقلابات في أفريقيا، أعلنت السلطات التشادية، وقتها، إحباط محاولة انقلاب وسط نقاشات محتدمة في الداخل حول مدى صدق المحاولة والطريقة التي أعلنت بها على أنها جاءت بالسحر والشعوذة.
وقال المتحدّث باسم الحكومة، وزير الخارجية عبد الرحمن كلام الله، في مقطع فيديو بثّ على فيسبوك، إنّ “الوضع تحت السيطرة بالكامل. (…) لقد تمّ القضاء على محاولة زعزعة الاستقرار هذه برمّتها”. وفي رسالته الرامية إلى طمأنة المواطنين، لم يكشف الوزير، الذي تحدث مع سلاح على خصره محاطاً بجنود من القصر الرئاسي، مزيداً من التفاصيل عن منفّذي الهجوم وطبيعته.
وأعلنت الحكومة التشادية أنّ الهجوم المسلّح الذي استهدف القصر الرئاسي خلّف 19 قتيلاً، بينهم 18 في صفوف المهاجمين. وقال كلام الله، لوكالة فرانس برس، إنّ المجموعة المسلّحة تألّفت من “24 شخصاً” سقطوا جميعاً بين قتيل وجريح، مشيراً إلى أنّه في صفوف المهاجمين الحصيلة هي “18 قتيلاً وستة جرحى”، بينما في صفوف القوات الحكومية “قُتل شخص واحد وسقط ثلاثة جرحى، أحدهم إصابته خطرة”.
وكان اثنان من السكان قد قالا لوكالة رويترز إنّ أزيز رصاص سمع مساء الأربعاء بالقرب من مقر الرئاسة في العاصمة التشادية نجامينا. وأضافا أن أرتال مركبات عسكرية شوهدت وهي تتجه نحو قصر الرئاسة. وقال أحد السكان، ويُدعى عباس محمد سيد: “أنا عالق في ساحة الأمة أمام الرئاسة لأنني أسمع إطلاق رصاص كثيفاً، وهناك مركبات عسكرية تأتي من كل الاتجاهات”.
ومع انتشار شائعات مفادها أنّ المهاجمين ينتمون إلى جماعة بوكو حرام التي تقاتلها قوات الأمن في منطقة بحيرة تشاد (غرب)، المتاخمة لكل من الكاميرون ونيجيريا والنيجر، عاد وزير الخارجية عبد الرحمن كلام الله ونفى عبر التلفزيون الرسمي هذه الشائعات، بقوله إنّ الهجوم “لم يكن على الأرجح إرهابيا”.
وأضاف كلام الله أنّ المهاجمين هم “زمرة مجرمين خُرقِِ ومخمورين ومخدّرين” أتوا بملابس مدنيّة من حيّ فقير في جنوب العاصمة حاملين “أسلحة وسواطير وسكاكين”. وأوضح الوزير أنّ المهاجمين ترجّلوا من شاحنة مقطورة أمام القصر الرئاسي وطعنوا بالسكاكين الحراس الأربعة الذين كانوا يحرسون المبنى، مشيرا إلى أنّ حالة اثنين من هؤلاء الجرحى خطرة.
وبحسب رواية وزير الخارجية، فقد عمد المهاجمون بعدما طعنوا الحرّاس إلى دخول القصر الرئاسي، حيث أطلق عنصر في الحرس الرئاسي النار لتحذير رفاقه، مؤكّدا أنّ المهاجمين “تمّ التغلّب عليهم بسهولة شديدة”. ولفت كلام الله إلى أنّ المهاجمين كانوا يحملون معهم زجاجات صغيرة “مليئة بالكحول” مثل الويسكي، وأنّ من بقي منهم على قيد الحياة، وهم ستة جرحى، كانوا “بالكامل تحدت تأثير المخدّرات”.
وبعدما أفادت مصادر أمنية عديدة في بادئ الأمر بأنّ أفراد الوحدة المهاجمة كانوا مدجّجين بالأسلحة، أكّد الوزير أنّ المهاجمين “لم تكن بحوزتهم أيّ أسلحة حربية”.
وأضاف أنّ الهجوم كان في نهاية المطاف “يائساً تماماً” و”غير مفهوم بتاتاً” وغير مدفوع بأيّ دوافع “خطرة”. وفي محاولة إضافة منه لطمأنة أبناء بلده، الذي اعتاد في تاريخه الحديث على الانقلابات ومحاولات الانقلاب والهجمات، شدّد كلام الله على أنّه “لا يوجد حالياً أيّ تهديد للبلاد ومؤسّساتها”.
وفي تصريحه لوكالة فرانس برس، أكّد وزير الخارجية أنّ رئيس الجمهورية محمد إدريس ديبي إتنو كان في القصر الرئاسي وقت الهجوم، من دون مزيد من التفاصيل. ووقع الهجوم بعد ساعات قليلة من زيارة قام بها وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى نجامينا، حيث أجرى لقاءات مع قادة البلاد، وفي مقدّمهم رئيس الجمهورية الذي استقبله في القصر الرئاسي.
وتأتي هذه الحادثة بعد أسبوع من إجراء تشاد الانتخابات البرلمانية التي أعلن التيار المعارض الرئيسي مقاطعتها. ولم تُعلَن النتائج بعد، لكن محللين يشيرون إلى أنه من المتوقع أن تساعد الانتخابات الرئيس محمد ديبي على تعزيز قبضته على السلطة. وأعلن ديبي من قبل المجلس العسكري الحاكم رئيسًا بعد مقتل والده، الذي أمضى ثلاثة عقود في السلطة، في أثناء محاربة متمردين في 2021.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.