بيان من غاضبون بلا حدود ماذا هناك ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الشعب السوداني الصابر

في خضم لحظة وطنية فارقة، يواصل فيها الشعب السوداني نضاله المستميت لاستعادة سيادته وبناء دولته على أسس العدل والقانون، يعلن كيان “غاضبون بلا حدود” توقيعه ودعمه الكامل لمبادرة “متحدون من أجل السودان” لتصنيف مليشيا الدعم السريع منظمة إرهابية إننا نرى في هذه المبادرة خطوة تاريخية، تتطلبها ضرورات الواقع السوداني، وترتكز على إرادة وطنية خالصة لإنقاذ بلادنا من براثن العبث والفوضى التي كرّستها مليشيا الدعم السريع، كأداة تدمير وعدوان ضد كيان الدولة والشعب السوداني.

إن موقف كيان “غاضبون بلا حدود” الداعم لهذه المبادرة ينبع من رؤيتنا الراسخة بأن مليشيا الدعم السريع ليست سوى كيان إرهابي بامتياز، أمعن في انتهاك كل القيم الإنسانية، ودأب على تقويض أسس الدولة السودانية، مستغلاً أدوات العنف والإجرام لتحقيق أجندات لا تمت بصلة لمصالح الشعب. فمن القتل الجماعي للمدنيين، مروراً بالتهجير القسري، والاغتصاب، والنهب المنظم، إلى تدمير البنية التحتية واستهداف سيادة القانون، جسّدت هذه المليشيا أبشع صور الإرهاب الممنهج، الذي يهدد وجود الدولة ويقوض تطلعات شعبنا في السلام والعدالة.

إن دعمنا لهذه المبادرة يستند إلى الأسس التالية:

1. حماية الدولة السودانية من التفكك والانهيار:
تصنيف مليشيا الدعم السريع منظمة إرهابية هو المدخل الحتمي للحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها، وحماية النسيج الاجتماعي من التفتيت والتشظي.

2. رفض التعايش مع الإرهاب بأي شكل:
لا يمكن أن تُبنى دولة المواطنة وسيادة القانون في ظل وجود كيان يمارس الإرهاب كأداة رئيسية لتحقيق أهدافه. وأي محاولة لدمج هذه المليشيا أو قادتها في ترتيبات سياسية مستقبلية تعني شرعنة الإرهاب وتفخيخ مسيرة السودان نحو الاستقرار.

3. تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا:
نؤمن بأن تصنيف مليشيا الدعم السريع منظمة إرهابية سيمهد الطريق لمحاسبة كل من تورط في الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت بحق شعبنا، وفق الأطر القانونية المحلية والدولية، بما يضمن عدم إفلات أي مجرم من العقاب.

4. توحيد الجهود الوطنية والدولية:
هذه المبادرة تشكل مظلة جامعة لتوحيد طاقات الشعب السوداني وكافة القوى الوطنية والسياسية، واستقطاب الدعم الإقليمي والدولي لتحرير السودان من قبضة الإرهاب واستعادة سيادته الوطنية.

سنواصل التنسيق مع الشركاء الوطنيين والدوليين لضمان تحقيق هذا الهدف المصيري لشعبنا.

إننا نؤكد أن أي مستقبل للسودان لا يمكن أن يُبنى دون تفكيك هذه المليشيا الإرهابية، وتجريدها من مقدراتها العسكرية، وإزالة نفوذها من المشهد السياسي. كما نؤمن بأن تحقيق هذا الهدف يمثل قاسماً مشتركاً يمكن أن تلتقي عليه كافة القوى الوطنية بمختلف منطلقاتها وتوجهاتها، باعتباره شرطاً أساسياً لبناء دولة القانون والمؤسسات التي يحلم بها الشعب.

ختاماً، ندعو كافة السودانيين الشرفاء، والمنظمات الحقوقية، والقوى الدولية الداعمة للعدالة والسلام، إلى الاصطفاف مع هذه المبادرة والعمل الجاد لتحقيق أهدافها، بما يحفظ للسودان كرامته وسيادته ومستقبله.

عاش السودان حراً مستقلاً، والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.

المكتب السياسي – غاضبون بلا حدود 24 ديسمبر 2024م