تريند السودان 2024.. ذاكرة المأساة على مواقع التواصل

الخرطوم ـ تسنيم خوجلي

عندما ابتلعت مياه الفيضان في طوكر معالم المدينة، ووصلت المياه إلى مستويات عالية لا تسمح للمارة بالسير، قطع الطبيب مدثر أحمد طريقه إلى المشفى سباحة من أجل الوصول إلى مرضاه وتقديم الدعم بشجاعة متناهية، لتصبح هذه اللحظة إحدى أهم المحطات المتميزة التي شكلت “التريند” السوداني في العام 2024.

وشهد السودان خلال العام العديد من الأحداث التي تصدرت التريند في البلاد، وأصبحت محط النقاشات العامة في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. وارتبطت هذه التوجهات بشكل كبير مع الأحداث السياسية والاجتماعية في البلد الذي يعاني من الحرب المندلعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ نحو (20) شهرًا.

الطبيب السباح

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في السودان مقطع فيديو لطبيب سوداني يسبح في مياه الفيضان من أجل الوصول إلى عمله، وذلك في مدينة طوكر شرقي البلاد عقب انهيار سد أربعات في  أغسطس الماضي، الذي تسبب بكارثة إنسانية في المنطقة.

وتبين فيما بعد أن الطبيب الذي يظهر في المقطع المتداول هو المدير الطبي لمستشفى طوكر مدثر أحمد، وأفاد الطبيب في تصريحات  صحفية أنه سبح من أجل إحضار طبيب النساء والتوليد للقيام بعملية ولادة حرجة في المستشفى، بحيث انقطعت الاتصالات في المنطقة جراء الفيضانات، الأمر الذي صعب عملية الوصول إلى الطبيب إلا بتلك الطريقة.

وحصد مقطع فيديو الطبيب تفاعلات واسعة من المستخدمين، بحيث أثنى الجميع على شجاعة الطبيب وإقدامه وتفانيه في تقديم عمله في أحلك الظروف، واستطاع المقطع أن يتصدر التريند السوداني وسط إشادات بموقف الطبيب.

“من ياتو ناحية؟”

طرح الملازم أول محمد صديق  سؤالًا على قوة تتبع للدعم السريع تمكنت من أسره إثر معارك بين الجيش وقوات حميدتي في مصفاة الجيلي بالعاصمة الخرطوم قائلًا: “من ياتو ناحية؟” بعد أن قاموا بسؤاله عن رأيه في قوات الدعم السريع.

ويعتبر الملازم محمد صديق من أهم الشخصيات التي لعبت دورًا بارزًا في ثورة ديسمبر التي أطاحت بنظام البشير، وذلك عقب إعلانه الانضمام إلى صفوف الثوار، وإطلاق جملته الشهيرة “الرهيفة التنقد”. فيما بعد، أحيل الملازم  محمد صديق في العام 2020، وانتظمت مواكب هادرة في العاصمة الخرطوم تطالب بإعادته في مليونية سميت “مليونية رد الجميل”، وبالرغم من أن الجيش شرع في إعادته إلا أنه رفض واختفى عن الساحة لسنوات.

أسرت قوة من الدعم السريع الملازم محمد صديق أحد أبطال الثورة السودانية قبل أن تقتله (أرشيفية)

عاد محمد صديق إلى الظهور مجددًا عقب اندلاع الحرب في السودان، بحيث التحق إلى صفوف الجيش مرة أخرى مستنفرًا. وبثت قوات الدعم السريع في مايو/آذار مقطع فيديو أخير للشهيد محمد صديق، وهي تقوم بضربه وتنكيله، فيما يقابل هو ذلك بشجاعة منقطعة النظير، ويعتبر هذا المقطع من أهم المقاطع التي تصدرت الترند في السودان خلال العام 2024.

غرف الطوارئ في السودان

تداولت مواقع التواصل الرقمي بيان معهد أبحاث السلام بأوسلو حول غرف الطوارئ في السودان، والذي قام بترشيحها لنيل جائزة نويل للسلام في هذا العام، بحيث استحوذت هذه الأنباء على التريند السوداني بشكل كبير.

تعتبر “غرف الطوارئ” إحدى المبادرات الشعبية التي أطلقها مجموعة من المتطوعين بالتزامن مع اندلاع الحرب في البلاد منتصف  أبريل من العام الماضي، وتقدم الغرف الخدمات الأساسية للمواطنين والتي تتضمن الإيواء والغذاء والرعاية الصحية، سواء كان ذلك في مناطق النزاع أو في المناطق الآمنة التي تستقبل النازحين.

هنا أمدرمان
منذ اندلاع الحرب في السودان، سيطرت قوات الدعم السريع على مبنى الإذاعة والتلفزيون الواقع في مدينة أمدرمان بالعاصمة الخرطوم، وفي آذار/مارس الماضي خاضت القوات المسلحة معارك ضارية استطاعت من خلالها استعادة مباني الإذاعة في لحظات تحبس الأنفاس.

استعادت القوات المسلحة مباني الإذاعة والتلفزيون من قبضة قوات الدعم السريع عقب معارك ضارية (غيتي)

وأذاع الإعلامي الشهير وقارئ النشرات الدكتور عمر الجزلي بيان استرداد الإذاعة من قوات الدعم السريع بالافتتاحية الشهيرة “هنا أمدرمان إذاعة جمهورية السودان” من مقر إقامته بالقاهرة حيث يقوم برحلة استشفائية. وتداول المستخدمون على الوسائط المقطع بشكل كبير ليصبح أحد المحطات الشهيرة في تريند السودان في العام 2024.

مجزرة ود النورة
ارتكبت قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة فظائع في حق المواطنين العزل منذ سيطرتها على أجزاء واسعة في الولاية منذ كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، بحيث قامت بتنفيذ عمليات سلب ونهب واسعة بجانب القتل والتنكيل والإخفاء القسري والعنف الجنسي ضد النساء والفتيات.

وتضمنت المناطق التي تعرضت للانتهاكات منطقة “ود النورة” بالقرب من المناقل الواقعة تحت سيطرة الجيش في  يونيو المنصرم، بحيث هاجمت قوات الدعم السريع المنطقة ذات الطابع الريفي بالأسلحة الثقيلة، وخلف الهجوم نحو (200) قتيل في المنطقة الخالية من المظاهر العسكرية.

وتداول المستخدمون على الوسائط صورًا لجثامين تعود لضحايا المجزرة، بحيث يستعد الأهالي للصلاة عليها في مشهد يدمي القلوب، وستظل مثل هذه المشاهد عالقة في ذاكرة التاريخ السوداني الحديث.

وجدير بالذكر أن قوات الدعم السريع نفذت حملات وصفت بـ”الانتقامية” في مناطق شرق ولاية الجزيرة، وذلك على خلفية انشقاق قائد هذه القوات، أبوعاقلة كيكل، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وانضمامه للقتال في صفوف الجيش السوداني، بحيث تم تداول العديد من مقاطع الفيديو التي قام بتوثيقها عناصر الدعم السريع بأنفسهم كما درجت عادة هذه القوات، ويظهر العناصر في مقاطع الفيديو وهم ينكلون بالمواطنين العزل، وتداول المستخدمون هذه المقاطع بشكل كبير، وأثارت حفيظتهم خاصة لما تظهره من اعتداءات على المسنين.

نقلا عن – الترا سودن

 

 
 

اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *